يساعدنا اختيار يوسف لمُهمّة الأب المعلن ليسوع والحامي لبتوليّة مريم أن نفهم كيف لا بدّ أن مريم نفسها كانت فاضلة، وغنيّة بالنعمة. ويدعو الكتاب المقدّس يوسف "البارّ"، ويشمل هذا اللقب كلّ الفضائل مجتمعة. البار بالإيمان يحيا، ولهذا نرى في يوسف، في المقام الأوّل، إيمانه الحيّ. يؤمن بألوهيّة الطفل الّذي يظهر على الأرض فقيراً وبائساً. ويؤمن برغم الاتضاع الّذي يحيطه، ويمنحه هذا الإيمان، كمكافأة، كشف أسرار العليّ، الّتي ترسل إليه من خلال الملاك حول بأمومة مريم. قد آمن بهذه الكلمة: "إِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس" (لوقا 1: 2)، فلم يخف أن "أَتى بِامرَأَتِه إلى بَيتِه" (لوقا 1: 24).