|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فوستينا تمارس بشجاعة فضيلة نكران الذات ويسوع يشجّعها على المناولة 151- ذات يوم كنتُ في المطبخ مع الأخت ن. فتكدرت منّي وأمرتني، كقصاص لي أن أجلس على الطاولة، بينما هي تابعت العمل المتعب تنظّف وتفرك. مرّت آنذاك الراهبات من هناك وتعجّبن من رؤيتي جالسة على الطاولة وكان لكلّ واحدة منهنّ كلمتها. قالت لي واحدة إنني كسولة، وقالت راهبة أخرى «إنني أنانية». كنت طالبة ذاك الوقت وقالت أخرى: «أي نوع من الراهبات ستكونين؟» غير أنني لم أستطعْ النزول عن الطاولة لأن الراهبة طلبت مني أن أبقى هنام بأمر الطاعة، إلى أن تقول لي أن أنزل. الله يعلم، حقًا كم عمل من نكران الذات تحملت. فكّرت أنني أموت خجلًا. إن الله يسمح ذلك أحيانًا في سبيل تربيتنا الداخلية ولكنّه كافأ تواضعي بتعزية كبرى. وقت زياح القربان رأيت يسوع يسطع جمالًا فنظر إليّ بحنان وقال لي: «لا تخافي يا ابنتي من العذاب، أنا معك». 152- كان عليّ مرّة أن أتمّم واجبًا ليليًّا. وكنت اتألم كثيرًا في داخلي بسبب رسم الصورة ولم أعدْ أعرف أي اتجاه أسير فيه، لأنهم كانوا يحاولون، دون انقطاع، أن يقنعوني أن كلّ هذه المسألة هي وهم. من جهة أخرى قال لي أحد الكهنة إن الله يريد ربما أن يُعبد من خلال هذه الصورة وعليّ أن أحاول رسمها. في غضون ذلك كان قد أنهكني التعب. لمّا دخلت الكنيسة الصغيرة جعلت رأسي قرب بيت القربان، طرقتُ على بابه وقلت: «أنظر يا يسوع إلى الصعوبات الكبرى التي ألاقيها بسبب رسم هذه الصورة». سمعت صوتًا من بيت القربان: «يا ابنتي لن يدوم عذابك طويلًا». 153- رأيت يومًا طريقين الأولى واسعة مغطاة بالرمل والأزهار مليئة بالفرح والموسيقى وكل أنواع الملذّات والناس يسيرون فيها يرقصون ويفرحون. وَصلُوا إلى آخر الطريق دون أن يدرونا. وكان في آخر الطريق هوّة مخيفة، تلك لُجّة الجحيم. وكان عددهم كبيرًا إلى حدّ يصعب عدّهم. ورأيت الطريق الآخر، بالأحرى ممرًّا ضيقًا مزروعًا بالشوك والحجارة، والسائرون فيه يبكون ويتحمّلون كل أنواع العذابات. منهم من سقط فوق الحجارة ولكنّهم نهضوا حالًا وتابعوا سيرهم. وفي آخر الطريق كان بستان رائع مليء بكل أنواع السعادة، دخلت فيه كل تلك النفوس فنسيتْ حالًا كل آلامها. 154- أقيمت مرة صلاة عبادة في دير راهبات العائلة المقدّسة. ذهبت إلى هناك في المساء برفقة إحدى الأخوات. وما أن دخلتُ الكنيسة حتى ملأ حضور الله نفسي. صلّيت كما أفعل أحيانًا دون أن أفوه بكلمة واحدة. وفجأة رأيت الرب وقال لي: «تذكّري أنك أهملت مسألة رسم الصورة وكل عمل الرحمة، عليك أن تجيبي عن عدد وافر من النفوس يوم الحكم». عند سماع كلمات الرب هذه امتلأتْ نفسي خوفًا وتملّكني الرعب. حاولت، قدر مستطاعي أن أهدأ فلم أتمكّن. ظلت تلك الكلمات ترنّ في أذني. عليّ أن أجيب يوم الحكم لا عن نفسي فقط بل عن نفوس الآخرين، خرقت هذه الكلمات قلبي، لمّا عدت إلى البيت ذهبت إلى يسوع الصغير، انبطحت أمام القربان المقدّس وقلت للرب: «سأعمل كل شيء بقدر إمكاني ولكن أطلب منك أن تبقى دائمًا معي وأن تعطيني القوّة وإرادتك المقدّسة. أنت تستطيع كل شيء. بينما أنا لا أستطيع شيئًا». 155- يحدث لي أحيانًا أن أشعر حالًا أن إحدى النفوس تصلّي لأجلي كما أشعر أن نفسًا ما تطلب إليّ الصلاة لأجلها، حتى ولو لم تتحدّث إليّ بذلك. هو شعور بالقلق وكأن أحدًا يناديني. ولمّا كنت أصلّي كنت أجد السلام. 156- زادت رغبتي يومًا ما لقبول القربان المقدّس. ولكن كان لدي بعض الشكّ ولم أفعل. وتألّمت كثيرًا من ذلك وكان قلبي ينفجر عذابًا. لمّا بدأت عملي ملأتْ الحرارة قلبي. وقف يسوع فجأة بقربي وقال لي: «لا تهملي يا ابنتي قبول المناولة المقدّسة إلا إذا تأكدت أن خطأك هو جسيم: عدا ذلك ينبغي أن لا يمنعك شيء من إتحادك معي في سرّ المحبّة. إن أخطاءك الطفيفة ستختفي في حبّي مثل قشّة مرمية في أتّون. إعلمي أنك تغيظيني جدًّا عندما تمتنعين عن قبول المناولة المقدّسة». 157- لمّا دخلتُ عند المساء الغرفة الصغيرة سمعت هذه الكلمات في نفسي: «يا ابنتي تأملي بهذه الكلمات: ولمّا كان ينازع صلّى بشوق متزايد». ولمّا تأملت بها بعمق، غمر نفسي مزيد من النور. وتعلّمت كم يجب أن نثابر في الصلاة وان خلاصنا يتعلّق بمثل هذه الصلوات الصعبة.. |
|