|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اتبعني أنت "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لَمَّا كُنْتَ أَكْثَرَ حَدَاثَةً كُنْتَ تُمَنْطِقُ ذَاتَكَ وَتَمْشِي حَيْثُ تَشَاءُ. وَلكِنْ مَتَى شِخْتَ فَإِنَّكَ تَمُدُّ يَدَيْكَ وَآخَرُ يُمَنْطِقُكَ، وَيَحْمِلُكَ حَيْثُ لاَ تَشَاءُ" (يو 21: 18). أكدّ الرب لبطرس الرسول ضرورة مبدأ الخضوع وتسليم الإرادة له في كل الظروف. لقد تعود الرسول أن يمنطق ذاته أي: يقرر كل ما يريده، ويخطط، ويفعل، ولكن الرب أكد له، أنه بعد أن قَبِلَ إتباع الرب، لا بد له من الخضوع، والتسليم لمشيئته المقدسة. لقد تعود بطرس الرسول أن يفرض إرادته، فيما يستحسنه. حتى أنه حاول أيضًا أن يفرض إرادته على الرب يسوع ليثنيه عن الصليب، كقوله: "فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلًا: حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا" (مت 16: 22). إن من قرر أن يتبع الرب، عليه أن يُسَلّم مشيئته للرب، فيقبل ما يأتي عليه من أحداث غير متوقعة، دون تذمر. واضعًا في قلبه، كيف يصنع مشيئة الله المقدسة. لم يتذمر الشاب العفيف يوسف من قسوة إخوته الذين باعوه كعبدٍ للإسماعيليين، وظل على عهده وعلاقته القوية بالله. لقد وضع جانبًا الماضي بما فيه من ذكريات، وانكب على العمل بإخلاص وأمانة حافظًا عهد أمانته مع الله. وهكذا استمر أيضًا على أمانته، بعد أن أُلقيّ في السجن ظلمًا، إلى أن رفعه الله، وعَوَّضه عن سنين المذلة، كقوله: "وَدَعَا اسْمَ الثَّانِي "أَفْرَايِمَ" قَائِلًا: لأَنَّ اللهَ جَعَلَنِي مُثْمِرًا فِي أَرْضِ مَذَلَّتِي" (تك 41: 52). القارئ العزيز.. لا تتعجب، ولا تتذمر، إذا هبّت على سفينة حياتك الرياح المضادة، لا تضطرب إذا رست سفينتك على شاطئ آخر، على غير هواك. ولكن تمسك بعهد أمانتك مع الله، وانظر ما يجب عمله، كما تقتضي الحاجة في ذلك الوقت. اطلب فقط رضا الله ومجده مهما كانت الظروف السيئة المحيطة بك. إنك لا تعرف مقاصد الله، كقول الكتاب: "كَمَا أَنَّكَ لَسْتَ تَعْلَمُ مَا هِيَ طَرِيقُ الرِّيحِ، وَلاَ كَيْفَ الْعِظَامُ فِي بَطْنِ الْحُبْلَى، كَذلِكَ لاَ تَعْلَمُ أَعْمَالَ اللهِ الَّذِي يَصْنَعُ الْجَمِيعَ. فِي الصَّبَاحِ ازْرَعْ زَرْعَكَ، وَفِي الْمَسَاءِ لاَ تَرْخِ يَدَكَ..." (جا 11: 5، 6). ثق أن الله قد أعد لك مهام وأعمال جديدة من خلال الضيقة، فمثلًا قد يريدك الله أن تصلي أكثر في ذلك الوقت (وقت الضيقة)، أو قد يريدك أن تتعلم شيئًا جديدًا، أو.. أو... لقد تأهل يوسف الصديق للمُلك الذي كان ينتظره، من خلال عمله كعبد في بيت فوطيفار. أو قد يريدك الله أن تختبر مشاعر معينة في وقت الضيق، لكي تشعر بالآخرين، كما تعلم يوسف المسجون درسًا لازمًا، لكي يكون عادلًا فيما بعد. لا تبكِ يا أخي على ما فاتك، ولكن انظر للأمام، كقول الكتاب: "... إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ" (في 3: 13). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اتبعني |
اتبعني |
اتبعني انت |
اتبعني |
اتبعني |