|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم أم النور ظهرت العذراء القديسة مريم في كنيستها بالزيتون عام 1968م بصورة منيرة مبهرة[19]، بحسب إيمان الكنيسة، فالرَّبَّ يسوع المسيح هو النور الحقيقي، لأنه مذخر فيه جميع كنوز الحكمة والمعرفة، وتصف الكنيسة العذراء القديسة والدة الإله في صلواتها الليتورجية بأم النور الحقيقي، بقولها: "نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله..." [20]لقد ظهرت العذراء في كنيستها بالزيتون منيرة وسط الظلام. إن النور يشير لله القدوس، وروحه القدوس الذي هو أيضًا روح الحكمة (النور) كقول الكتاب عنه: "وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ" (إش11: 2). مما سبق يتضح ارتباط النور بالحكمة والفهم والمعرفة والمشورة الداخلية، التي يتحلى بها الإنسان، وأيضًا بمخافة الله وبالقدرة على العمل بهذه الحكمة. لقد وصف الرب يسوع الخمس عذارى اللائي أدخرن زيتًا في آنيتهن بالحكيمات، لأنهن امتلأن من روح الله القدوس، روح الحكمة، ولذلك كن قادرات أن يضئن مصابيحهن في أي في وقت، أو تحت أي ظرف (وقت الضيقات والتجارب). إن إضاءة المصباح تعني توظيف الحكمة والفهم للسلوك في الطريق المؤدي للحياة الأبدية، كقول الكتاب: "... النُّورُ مَعَكُمْ زَمَانًا قَلِيلًا بَعْدُ، فَسِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ لِئَلاَّ يُدْرِكَكُمُ الظَّلاَمُ. وَالَّذِي يَسِيرُ فِي الظَّلاَمِ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ" (يو12: 35). أما عكس الحكمة فهي الحماقة والجهل، الذي يضل الإنسان. إن عدم اقتناع الأحمق بأهمية الوصية، وعدم مقدرته على السلوك بها (بسبب طباعه الشريرة) يحرمه من العمل بالوصية، فيهلك، كقوله: "فَأَبَوْا أَنْ يُصْغُوا وَأَعْطَوْا كَتِفًا مُعَانِدَةً، وَثَقَّلُوا آذَانَهُمْ عَنِ السَّمْعِ. بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاسًا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا الشَّرِيعَةَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ الْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ الأَنْبِيَاءِ الأَوَّلِينَ..." (زك7: 11- 12). لقد تميزت العذراء القديسة بالحكمة العالية، فهي أم النور الحقيقي، لأنها فاقت في حكمتها كل بشر. إن سبب ذلك هو تقواها ومخافتها لله، كقوله: "مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ، أَمَّا الْجَاهِلُونَ فَيَحْتَقِرُونَ الْحِكْمَةَ وَالأَدَبَ" (أم1: 7). ولهذا وهبها الله أعظم النعم، كقول الملاك لها: "... اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ" (لو 1: 35). القارئ العزيز... إن النور هو الحكمة الإلهية التي وضعها الله في وصيته المقدسة، والتي بها ينير الرب قلبك بعمل الروح القدس في حياتك، لتفهم كيف تسلك في طريق الحياة. فإن أردت الحياة عليك أن تتضع أمامه على الدوام في تقوى، طالبًا فهم وصاياه وإرشاده لك. حينئذ تستنير وتستحق أن تكون ابنًا محبوبًا لله النور الحقيقي ولأمك أم النور الحقيقي، كوعده الصادق: "أَنَا أُحِبُّ الَّذِينَ يُحِبُّونَنِي، وَالَّذِينَ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ يَجِدُونَنِي" (أم 8: 17). |
|