|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مهمة الملكة والدة الإله كل ملك أو ملكة له سلطان، يمارس من خلاله أعمال إداراته لمملكته. لم تعط الكنيسة للعذراء والدة الإله لقب ملكة على سبيل المدح والتشريف، ولكنها كانت بالحقيقة ملكة، كما لقبتها الكنيسة، بقولها في تسبحة السلام لك: "السلام لك أيتها العذراء الملكة الحقيقية. السلام لفخر جنسنا ولدت لنا عمانوئيل...". لقد كان للعذراء سلطان عظيم جدًا في تدبير مملكة الله على الأرض. إن أهم عمل للملكات هو تربية أولاد الملوك. فقد أخذت ابنة فرعون على عاتقها تربية موسى النبي، لكنها فشلت في تربيته كابن لها. أما العذراء القديسة فهي ملكة لأن السماء استأمنتها على المولود العجيب، الذي قيل عنه: "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ" (إش9: 6). إنه ابن الله الذي ولد منها، كقوله أيضًا: "وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ" (غل 4: 4). هو ابن الله وكلمته الأزلي، لكنه أخلى ذاته آخذًا شكل العبد. لقد ولد كطفل يحتاج أن يرضع ثدي أمة بالرغم من أنه باري الخليقة وحافظها. احتاج لأم ترعاه عند ولادته كالأطفال حديثي الولادة، ولهذا قمطته العذراء ووضعته في مزود البقر محاطًا بعيدان القش ليدفأ. احتاج يسوع ابن الله الظاهر في الجسد لمن يعلمه النطق، ومن يلقنه قصص الإيمان عن أجداده إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف... احتاج لمن يرنم له بصوت ملائكي شجي، احتاج... واحتاج... واحتاج... لقد كانت المهمة الأولى لهذه الملكة العظيمة هي تهيئة الجو الروحي الخالي من الشر والمملوء بالدفء والقداسة لملك الملوك ورب الأرباب يسوع، وهكذا نما الملك العظيم في رعاية أعظم ملكة عرفها تاريخ البشر، حتى قيل عنه: "وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ، عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ" (لو2: 52). وقد خاطبته كأم دون حرج، قائلة له: "... هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!" (لو2: 48). القارئ العزيز... ليتنا نكرم هذه الملكة البارة ونتمثل بها، لأن السيد الرب يسوع المسيح ما زال يبحث له في قلوب البشر عن مكان راحة يحل فيه، وكما حل قديمًا في بطن العذراء القديسة يريد أن يحل بالإيمان في قلبك، كقول معلمنا بولس الرسول: "لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ" (أف 3: 17- 18). فهل لك يا أخي سلطان على قلبك لكي تهيئ له مكانًا يستريح فيه؟! . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
العذراء أم النور | الفرح لك يا والدة الإله |
العذراء أم النور | كرامة والدة الإله عند الله |
بشارة مريم العذراء والدة الإله ام النور |
ام النور العذراء مريم والدة الإله |
صور ام النور والدة الإله العذراء مريم |