|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«بَعْدَ كُلِّ هذَا حِينَ هَيَّأَ يُوشِيَّا الْبَيْتَ، صَعِدَ نَخُوُ مَلِكُ مِصْرَ إِلَى كَرْكَمِيشَ لِيُحَارِبَ عِنْدَ الْفُرَاتِ. فَخَرَجَ يُوشِيَّا لِلِقَائِهِ... وَأَصَابَ الرُّمَاةُ الْمَلِكَ يُوشِيَّا، فَقَالَ الْمَلِكُ لِعَبِيدِهِ: “انْقُلُونِي لأَنِّي جُرِحْتُ جِدًّا”. فَنَقَلَهُ عَبِيدُهُ مِنَ الْمَرْكَبَةِ وَأَرْكَبُوهُ عَلَى الْمَرْكَبَةِ الثَّانِيَةِ الَّتِي لَهُ وَسَارُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ فَمَاتَ وَدُفِنَ فِي قُبُورِ آبَائِهِ» (٢أخبار٣٥: ٢٠-٢٤). يوشيا من الشخصيات اللامعة في كلمة الله وكلما قرأت تاريخه المضيء، الذي يلذ لي أن أدرسه بتأني وتدقيق، أشعر بتعزية بما فعله الله بهذا الملك الشاب التقي الغيور. لكن حين أصل إلى هذه العبارة، ذات الكلمات الثلاث، لتختم سيرة يوشيا ختامًا مأساويًا، ووقعها على أذني مثل دقات ناقوس ينذر بمنحنى خطر على طريقٍ؛ مالت فيه الشمس نحو الغروب وصارت من وقتها الصورة قاتمة بل غريبة وكئيبة بالمقارنة بالمناظر المضيئة والمبهجة قبل ذلك. كأن دقَّات هذه الكلمات الثلاث بمثابة خلفية موسيقية بلحن جنائزي حزين يُفتتح به الفصل الأخير من تلك القصة الرائعة؛ اللامعة والنافعة التي تميزت ببداية حسنة وامتلأت بأفعال عظيمة، لكن للأسف كانت خاتمتها أسيفة وأليمة. |
|