|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من هو المسيح المنتظر في رؤية يُوحنَّا المَعمَدان؟ كان يُوحنَّا يعلم انه " صوت صارخ" على ما ورد في نبوءة أشعيا، فنادى " بالرب الآتي بقوة " (أشعيا 40: 10)، وبالديَّان "الآتي كالنار" ليُطهّر كل شيء (ملاخي 3: 1-3). وإن ما بلغ يُوحنَّا في سجنه عن يسوع يختلف كل الاختلاف. انتظر يُوحنَّا من يسوع ذاك الدَّيان ومُنقِّي إسرائيل، الذي يقطع كل شجرة لا تثمر، ويحرق القش، ويدمّر الخطأة. إذ كان يُوحنَّا المَعمَدان يُبشِّر بمسيح صارمٍ، حازمٍ، يضع حداً لكل متهاونٍ، ولكل ما هو مخالف للشريعة والقوانين، ويُدين الفساد ويكافئ الأبرار، لكن يسوع لم يتطابق مع هذه الرؤية، إذ لم يكن المسيح الذي يقلع الشر من جذوره، ويعاقب الأشرار، ويلغي الظلم، ويحمل على التمرد السياسي. بل اظهر حنانه وصبره ورحمته بدل الغضب والحكم والعقاب والدينونة، فهو الذي قال " فإِنِّي ما جِئتُ لأَدعُوَ الأَبْرارَ، بَلِ الخاطِئين" (متى 9: 13). جاء طبيباً للبرص (لوقا 17: 11-19)، وحلَّ ضيفاً عند العشارين والخاطئين (لوقا 19: 1-10)، ولمس الممسوسين! (متى 8: 28-34). وشفى الوثنيين (يُوحنَّا 4: 37-43)، وعطف على الغرباء (متى 8: 5-1). لذلك لم يكن يسوع متطابقاً وتصورات يُوحنَّا المَعمَدان. |
|