|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فلَمَّا انصرَفوا، أَخذَ يسوعُ يقولُ لِلجُموعِ في شَأنِ يُوحنَّا: ((ماذا خَرَجتُم إلى البَرِّيَّةِ تَنظُرون؟ أَ قَصَبةً تَهُزُّها الرِّيح؟ " َقَصَبةً " فتشير إلى القصب الفارسي الذي يكون ارتفاعه 4.5 إلى 6 م، وساقه يلوح في الهواء ويتمايل. وتوجد أحجام كثيفة منه حول وادي الأردن وعلى ضفاف السواقي والجداول. ومن المعاني المجازية للقصب كان يرمز به إلى الضعف (2 ملوك 18: 21) وإلى قلة الثبات والتردّد (1 ملوك 14: 15). والريح تستطيع تحرّيكها دون كَسْرها. ولم يكن يُوحنَّا بالقصبة التي تحرّكها الريح، أي السريع التأثر والكثير التقلب، إنّما كان إنسانًا لا يتأثّر بالظروف منحرفًا عن طريقه، بل كان ثابتاً وشديد التمسك بما يعتقد. ويُعلق القديس أوغسطينوس "بالتأكيد لم يكن يُوحنَّا قصبة تحرّكها الريح، لأنه لم يكن محمولًا بكل ريح تعليم". يُوحنَّا هو كقصبة تهزها الريح فتلويها ولكنها لا تكسرها. إنه لم يتراجع حتى لما وُضع في السِّجنِ. وقد سُجن بسبب تمسكه بالبرّ (لوقا 3: 19-20). ويُعلق القدّيس غريغوريوس الكبير "أمَّا يُوحنَّا فلم يكن بالقصبة التي تحرّكها الريح، فلا يتملَّقه المديح، ولا يغضبه الذمّ؛ لا يرفعه النجاح ولا تطرحه المحنة". إن شهادة يُوحنَّا لم تتغير فيُوحنَّا شهد للمسيح وهو في السِّجنِ، كما شهد له وهو في البرِّية. |
|