فمرة سأل المسيح تلاميذه: «مَاذَا تَظُنُّونَ؟»، وهي عادة رائعة منه لجذب انتباههم لكلامه القادم. ثم قال: «إِنْ كَانَ لإِنْسَانٍ مِئَةُ خَرُوفٍ، وَضَلَّ وَاحِدٌ مِنْهَا، أَفَلاَ يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ عَلَى الْجِبَالِ وَيَذْهَبُ يَطْلُبُ الضَّالَّ؟ وَإِنِ اتَّفَقَ أَنْ يَجِدَهُ، فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَفْرَحُ بِهِ أَكْثَرَ مِنَ التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ الَّتِي لَمْ تَضِلَّ» (متى١٨: ١٢، ١٣).
والدرس المراد هنا، أن الله يريد خلاص كل إنسان، ويبحث عن الضال حتى يجده، ولا يقول أبدًا إن عندي تسعة وتسعين سأكتفي بهم، وهكذا يجب أن يكون تلاميذه، ولذا قال المسيح لهم بعدها: «هكَذَا لَيْسَتْ مَشِيئَةً أَمَامَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ» (متى١٨: ١٤)، فهناك أهمية لئلا يتسبب أي تلميذ، في أن يُعرقل طريق الخلاص أمام أي إنسان.