أن الكتاب المشار إليه يورد أخيراً. أنه اذ مارس هو رياضات الرسالة مرةً ما نحو الأشخاص المخصومين في مدينة نابولي تحت عقاب الشغل في مراكب المملكة. فقد وجد فيما بين هؤلاء أناسٌ الذين صروا على عنادهم في أن لا يقتبلوا سر التوبة، فضلاً عن غيره من الأسرار المقدسة، فهذا الأب قد علم هؤلاء بأنهم قلما يكون يرتضون بأن تتحرر أسماؤهم في شركة الوردية المقدسة، وأنهم يبدئون بتلاوة مسبحتها. فأقتبلوا المشورة وحرروا أسماءهم، وأخذوا يصلون الوردية جملةً، فما تمموا تلاوتها الا وشعروا كلهم بأرداةٍ فعالةٍ الأعتراف حالاً بخطاياهم، فطلبوا ذلك وتمموه بكل ندامةٍ وخشوعٍ، بعد أن كان لهم سنون كثيرة ما تقدموا فيها قط الى منبر التوبة. فهذه النموذجات التي حدث في زماننا كثرةٌ منها، يجب أن تحرك فينا حسن الرجاء في مفعول شفاعات والدة الإله المقتدرة، عند تأملنا في أنها هي في الزمن الحاضر لم تتغير عما كانت عليه قبلاً، وعلى الدوام في أسعاف من يلتجئ إليها.*