|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هَكَذَا أُبَارِكُكَ فِي حَيَاتِي. بِاسْمِكَ أَرْفَعُ يَدَيَّ [4]. يقدم المرتل نذرًا أنه مادام حيًا يعلن عن مجد الله. رفع اليدين أثناء الصلاة عادة قديمة كثيرًا ما وردت في العهد القديم. وهي لا تعني الطلبة من الله فحسب، وإنما إشارة تُعبِّر عن الشكر لله (مز 134: 2). هنا يرفع المرتل يديه لا ليطلب شيئًا، بل يطلب الله نفسه موضوع عطشه الداخلي، بل وعطش جسده إليه، يود أن يتراءى أمامه ويسبحه ويمجده. رفع اليدين أو العينين نحو السماء (يو 17: 1)، يحمل مشاركة الجسد النفس في شوقها نحو الله. إنه طقس تعبدي يُعبِّر عن العبادة لله (مز 134: 2) أو سؤاله أمرًا ما (مز 28: 2). وقد استخدم العهد الجديد نفس اللغة (1 تي 2: 8). * من كانت معتقداته بالله مستقيمة وديانته حسنة، فإنه يرفع يديه، أي قواته العملية ترتفع من الأرضيات إلى السماويات وذلك باسم الرب، ويمدح بشفتيه، ويسبحه بفمه، ويرتل له بروحه وعقله. الأب أنثيموس الأورشليمي يرى القديس أغسطينوس أن الله إذ يهب المؤمن حياة جديدة مقدسة، فهو يُسَبِّح الله بشفتيه، ويبارك الله بحياته، أي يشهد لصلاح الله ورحمته خلال سلوكه. نمجد اسم الرب برفع أيادينا، أي بسطها للعمل حسب وصيته، وإرادته المقدسة. * لترفعوا أياديكم في الصلاة. رفع ربنا يديه على الصليب لأجلنا، ولهذا بسط يديه لأجلنا... لكي نبسط نحن أيادينا للأعمال الصالحة. انظروا، إنه يرفع يديه، ويقدم نفسه ذبيحة لله (الآب)، وخلال تلك الذبيحة محا كل خطايانا. ليتنا نرفع نحن أيادينا لله في الصلاة. أيادينا هذه المرفوعة لله لا تخزى إن كنا نمارس الأعمال الصالحة... يقول الرسول: "رافعين أيادي طاهرة، بدون غضب ولا جدال" (1 تي 2: 8). القديس أغسطينوس |
|