|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أن بوفيوس في الخبر الخامس من المجلد الرابع من تأليفه ومثله آخرون يوردون ما يأتي ذكره، وهو أنه اذ كان موجوداً في مدينة روميه القديس فرنسيس بورجيا، قد جاء أحد الأكليروس ليخاطبه عن قضيةٍ، ولكن من حيث أن القديس كان وقتئذٍ مهتماً في أشغالٍ ضرورية، قد أرسل عوضه الأب أكوسطا. فالكاهن المومى إليه حينئذٍ أخذ يخاطب الأب أكوسطا قائلاً: أعلم يا أبتي أني أنا رجلٌ كاهن واعظ، ولكني عائشٌ في حال الخطيئة، وميؤوس من أمر خلاصي بقطع رجائي من الرحمة الإلهية، فيوماً ما بعد أن أنهيت وعظي بخطبةٍ صنعتها ضد الخطأة المصرين على آثامهم، والميؤوسين بعد ذلك من الرجاء بنوال الغفران، قد جاء إليَّ إنسانٌ ليعترف عندي، وهذا قد أورد لدي في منبر الذمة خطاياي كلها. وأخيراً قال لي أنه كان هو ميؤوساً من المراحم الإلهية. فأنا لكي أتمم وقتئذٍ واجبات وظيفتي قلت له أن يغير سيرته ويتكل على الله مترجياً غفران ذنوبه، فحينئذٍ نهض هو على قدميه وشرع يوبخني بصرامةٍ قائلاً:" فأنت الذي تكرز على الآخرين هكذا، لماذا لا تصلح ذاتك وترجع عن مآثمك، ولأي سبب تقطع رجاك، فأعلم أني أنا هو ملاك الرب قد جئت لأعانتك، فأصلح طريقك وهكذا تنال الغفران من الله". واذ قال هذا غاب هو من أمامي. فأنا قد أمتنعت مدة بعض أيامٍ عن رذائلي، ولكن اذ حصلت في السبب قد سقطت من جديد في مآثمي. فيوماً ما عندما كنت أقدس، فقبل تناولي القربان المقدس قد خاطبني يسوع نفسه تحت أعراض السر بألفاظٍ حسيةٍ مسموعةٍ قائلاً لي:" لماذا أنت تعاملني هذه المعاملة السيئة، في الوقت الذي أنا فيه أعاملك بهذا المقدار من الشفقة والرأفة". فبعد ذلك أنا عزمت على تغيير سيرتي، ولكن حالما وجدت في سبب الخطيئة قد تكردست من جديد في القبائح. ففي هذا اليوم منذ بعض ساعاتٍ اذ كنت أنا موجوداً في مخدعي، قد دخل شابٌ، وأخرج من تحت وشاحه كأساً وفيها القربان الأقدس قائلاً لي:" أتعرف أنت هذا الإله السيد الذي أنا ماسكه بيدي، وهل أنك تفطن بالنعم العظيمة التي صنعها هو معك، فالآن هوذا عقابك قد بلغ أوانه للأنتقام من خيانتك وكفرانك بالجميل". واذ قال هذا قد أستل سيفاً مرهفاً ورفع يده ليضربني به مميتاً إياي، فأنا حينئذٍ صرخت بصوتٍ عظيمٍ قائلاً: أني أستحلفك حباً بمريم العذراء الا تقتلني، لأني أريد حقاً وصدقاً أن أغير سيرتي: فوقتئذٍ هو قال لي:" أن هذه الواسطة وحدها قد خلصتك، فأعرف كيف يلزمك أن تراعي هذه النعمة، لأنها هي الرحمة الأخيرة نحوك". واذ قال هذا تركني. فمن ثم أنا أتيت حالاً أتوسل إليك بأن تقبلني في جمعيتكم. فالأي أكوسطا بعد سماعه منه هذا الخطاب جميعه، أخذ يشجعه ويعزيه. وبمشورة القديس فرنسيس بورجيا نفسه قد أرسل هذا الكاهن الى جمعية رهبان آخرين قانونيين حيث دخل إليها وعاش باقي أيام حياته بتوبةٍ صادقة حتى الموت.* |
|