وكانَ على يُوحنَّا هذا لِباسٌ مِن وَبَرِ الإِبِل،
وحَولَ وَسَطِه زُنَّارٌ مِن جِلْد. وكان طَعامُه الجَرادَ والعَسلَ البَرِّيّ
عبارة "لِباسٌ مِن وَبَرِ الإِبِل، وحَولَ وَسَطِه زُنَّارٌ مِن جِلْد" تشير إلى لباس الأنبياء التقليدي (زكريا 13: 4)، ولا سيما لباس إيليا النبي (2 ملوك 1: 8) الذي رآه يسوع في شخص يُوحنَّا المَعمَدان (مَتَّى 17: 9-13). إن إيليا النبي لا بدَّ أن يعود ليقوم بدعوة أخيرة إلى التوبة، قبل الدينونة الأخيرة (مَتَّى 11: 14). وقد كان انتظار نبي للأزمنة الأخيرة منتشرا في بيئات مختلفة، ولربما كان يستند إلى قول موسى "يُقيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِثْلي مِن وَسْطِكَ، مِن إِخوَتكَ، فلَه تَسْمَعون"(ثنية الاشتراع 18: 15). وكان المعمدان هو أوّل من اختبر هذه الحياة في البَريَّة من خلال معايشته التوبة، مُبتدأً بها من خلال التغييّر في ذاته متجهًا نحو البَريَّة مما يعني تخليه عن مراكز السلطة والمؤسسات (متى 3: 1 .4). وبالرغم من إنّ المعمدان هو ابن الكاهن زكريا، إلا إنّه تخلى بإرادته عن إرداء الثياب الكهنوتية الّتي تنتمي لنسله بالميراث.