إسعاد يونس ومقالة جديدة بعنوان إيه الحلاوة دى؟؟؟؟؟
إيه الحلاوة دى؟؟؟؟؟
بقلم
إسعاد يونس
■ عندما تتكاثر الأحداث والمفاجآت وتتسارع وتتداخل وتتلعبك وتصبح مثل خيوط بكر الصوف وشعيرات الكنافة المكعبلة ف بعضها.. ويعجز العقل عن متابعتها وترجمتها والوصول إلى ما ورائها.. تجد المواطن الذى انعطب فكريا ينتفض واقفا فجأة فى بلاهة منقطعة النظير وهو يهلل ويصفق ويصيح «هيييييييييييييه.. إييييييييييه.. يا دين النبى.. إيه الحلاوة دى».. فإذا سألته أين هى الحلاوة دى يابن الهبلة انت؟.. ينظر لك فى غباء متفاقم ويقول لك «أنا عارف؟؟.. أعدمك مانا فاهم حاجة خالص.. أنا قلت أهلل احتياطى لا تكون حاجة كويسة يعنى».. وقد يكون متأثرا بالحكمة الفلسفية العميقة التى تحكى أن رجلا طلب زوجته بالتليفون وقال لها «أنا جى.. جهزى نفسك.. عايز الليلة دى أُحلّق فى سماء الخيال وأنهل من بحور الرومانسية العذبة» .. وقفل السكة.. الولية احتاست وراحت تسأل أمها «الراجل بيقول كلام كبير وطخين ما فهمتش منه غير رومانسيكية دى».. فردت أمها بحصافة مصقولة بخبرة السنين «مش عارفة.. بس احتياطى يعنى.. إنقعى رز».. ■ قالك اسمه ده.. المتشح بلباس النُسّاك الذى إذا تنفس ينقى الجو بأنفاسه الطهورة.. وإذا تحدث سُطّرت قراطيس الحكمة وسرى فى الروح عبق الإيمان والورع.. وإذا أفتى صارت كلماته قوانين يحتذى بها بعض الناس زى الجدع اللى فوق ده مهما كانت شاطحة وخارجة عن أطر الطبيعة.. «فضل» يؤكد إنه ماراحش لاسمه إيه التانى الوحش ده وكلمة بالتليفون بس.. انت رحتله.. كلمته بس.. رحتله.. كلمته بس.. عشر مرات.. حتى تخيلنا أن هذا الإلحاح والتكرار سوف يتصاعد دراميا وسيصل الكريشيندو إلى الذروة فيضع الموجه إليه السؤال يديه على أذنيه ويصرخ «كفاية كفاية كفاية».. ويسقط على ركبتيه فى نوبة ندم شديدة مصحوبة بتصفيق جماهيرى حاد.. ثم يبدأ فى إلقاء مونولوج الاعتراف مع موسيقى كمنجات حزينة ووابل من الشنهفة وسيبان المناخير.. ولكن أبتاااا.. إصرار إنه ما راحش.. إلى أن اتفضح المستور واتفقست الفُقيسة وكل شيجين انكشفن وبان.. طلع راحله.. آه يا خويا راحله.. والنبى ياختى راحلة.. وقعد يقوله بقى إحنا فى الخباثة كده ومن غير ماحد ياخد باله.. نتفق.. طلعت انت اللى عليك العين والبلية لعبت معاك وحطيت البلد فى جيب السيالة الصغير.. حبايب وأصحاب وكفاءة.. إحنا كنا ناويين نولع فى البلد ونقلبها ضلمة ونزيطلكوا التزاييط كلها.. لكن شغال يا معلم.. تراعينى قيراط أراعيك تسعة.. تاخد بالك منى وتستفنى وتمنجهنى وتملّكنى حتة من نواصى البلد.. أحميك واظبّطك ويمكن أنعم عليك بلقب شيخ بالمرة.. ماحنا عندنا ريزرف ألقاب بالهبل.. ومابنطلبش شهادات ولا سنين خبرة ولا حاجة.. انشالله تكون خريج معهد الباليه.. حامشيخك برضه.. إنت ما عليك إلا إنك تصطادلك قناة وتسلطح الكاميرا على قفصك الصدرى وتفتح الشتّامة.. وتستعمل السلاح اللى أقوى م النووى بقى.. تكفر الخلق.. أما التانيين دول اللى عاملين فيها سبع رجالة ف بعض.. ماتشيلش هم.. مسرّجهم جوه تنية الجلابية.. ما يغركش التنظيم والميليشيات المسلحة والألابندة اللى عاملينها دى.. إحنا الأقوى وما خفى كان أعظم.. وعشان أطمنك أكتر حاخبطك عبارة من بتوعنا.. إحنا حانحقن الدماء.. ■ قوم التانيين اللى عاملين سبع رجالة فى بعض.. اتغاظوا لما وصلهم حوار حقن الدماء وتنية الجلابية ده.. نزلوا هرتلة وهلضمة وهاتك يا هرى ونَكت ومعايرة وياللى نعتكوا وصفتكوا.. جلابية مين يا بو جلابية؟.. ده حتى قصيرة وشالحة ومالهاش تنية.. إحنا بنلبس بدل يا عنيا.. وإن كان عندك تنية جلابية إحنا عندنا تنيتين بنطلون يا حبيب والديك.. الدماء دى تحقنها عند أم هنّص ف قسم إمبابة.. انت عايز توهم الناس إننا لو ماكناش كسبنا كنا برضه حانولع فى البلد؟.. بالعكس.. أبسولوتلى.. داحنا بالأمارة كنا كسبانين قبل النتيجة ما تطلع بيومين.. حاتسألنى إزاى حاقولك معرفش والله مع احترامى لكلام سيادتك بس هو كده وخلاص.. ■ قوم أخونا الوحش الخنيس المتدارى لقاها جت عالطبطاب راح متمطع ومشغل الشرّارة وفاقع الإسفين التانى وقالك ودولم كمان جولى.. قوم دولم اتكبسوا بقى لما اتكشفوا.. وقعدوا يبرطموا «كذاب».. وقسموا رغيف العيش على عينيهم.. وحياة الرغيف اللى دعمه حايترفع ده كذاب.. وغلاوة بومبة البوتاجاز اللى حاتتوزع مع النااعاام بتاعة الاستفتاء كذاب.. شالله تطفحوا الميه العكرة اللى بتتسمموها وتجيبلكوا فشل كلوى كذاب.. ده ياما قال إنبى تيجى.. واحنا نقول اللع اللع.. احنا مجرد كنا معديين عالقهوة صدفة لقيناه قاعد فرمينا السلام عشان إحنا مؤديبين.. ■ قوم الأولانيين فرحوا فيهم والشماتة نضحت على وشوشهم ورقصولهم رقصة الفرينش كان كان بديل الجلابية اللى مش عاجبهم ده.. والتخبيط استمر «لا تعايرنى ولا اعايرك ده التخطيط والتظبيط وتقسيم غنيمة البلد الهبلة دى طايلنى وطايلك».. القصد الدنيا اتعكت عالآخر.. وكله وقع فى بعضه.. والطحن اشتغل.. ■ كل ده واحنا فين بقى؟؟؟.. فى مقاعد المتفرجين.. فى حلبة السيرك.. مذبهلين من الشو اللى حاصل وبنوشوش بعض «مش كان فيه عبارة كده بيقولوها زمان اسمها الإسلام هو الحل؟؟.. والتانيين بيقولوا بما لا يخالف شرع الله؟؟.. هى الحاجات دى كانت زى إعلانات رمضان؟؟.. أول ما بيخلص بتتمسح؟؟.. ياللا.. إحنا مالنا.. دع الخلق للخالق.. يعنى احنا حانعمل فيهم أكتر م اللى ربنا حايعمله؟؟».. خلينا قاعدين بنتفرج عالنمرة الكبيرة.. حيث يدخل جميع لاعبى الأكروبات والجونجلير والترابيز ومدربى الأسود والنمور والنسانيس والكلاب والمهرجين والسحرة.. ليتشقلبوا فى وسط الحلبة على زعيق الترومبيطة والدرابكة.. كان ناقص فى الاحتفالية الكرنفالية دى المونولوجيست نجاح الموجى، رحمه الله، فى فيلم شوارع من نار لما قال «حنكورة حكالنا حكاية حاتقلب حالنا حوشونا حرام.. إسى شولح شم شبانة شبندر شد اشناب شعبان.. شوّالى شمر شمروخ شريف شعيله شريط شنوان.. شافهم شمعون شرفنطح ابن شفيقة شندى شومان.. وبنسأل صالح فالح قال بصراحة أنا معرفهمش».. حد فاهم حاجة؟؟؟؟ ■ هل المطلوب مننا إن نقف بمنتهى الجزل والحبور لنصفق مثل ذلك المواطن المنعطب مُخيّا لنهلل «هيييييه.. يا دين النبى.. إيه الحلاوة دى».. والا ننضم لهم فى الحلبة ونتشقلط معاهم.. وإلا نقعد تلاتين سنة تانيين نقول واحنا مالنا.. وإلا نصرخ ونقول سيرك أونطة هاتوا فلوسنا.. والقصد هاتوا بلدنا؟
المصدر : المصرى اليوم