|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اختيار لوط سدوم: "فرفع لوط عينيه ورأي كل دائرة الأردن أن جميعها سقي قبلما أخرب الرب سدوم وعمورة، كجنة الرب كأرض مصر، حينما تجيء إلى صوغر، فاختار لوط لنفسه كل دائرة الأردن... ونقل خيامه إلى سدوم، وكان أهل سدوم أشرارًا وخطاة لدى الرب جدًا" [10- 13]. ربما وقف إبرام وابن أخيه لوط معًا على إحدى مرتفعات بيت إيل... ورفع إبرام نظره ليذكر عدن التي حرم منها الإنسان بسبب حسد إبليس، فضم لوطًا إلى قلبه بالحب قائلًا: "لأننا نحن أخوان" [8]، أما لوط فرفع عينيه ليري الأرض سقي [10]... منظر واحد يسحب قلب إبرام إلى الحب الأخوي وقلب لوط إلى الأنانية، الأول اشتهى الفردوس والآخر طلب الأرض السقي... رفع لوط عينيه ليري الأرض "كجنة الرب كأرض مصر"... تذكر "عدن" لكن لا في سلامها الداخلي ولقاء الإنسان مع الرب وإنما في زراعاتها وخصوبتها كأرض مصر... هكذا امتزجت الروحيات بالزمنيات بغير تمييز أو إفراز... إنه يمثل الإنسان المتدين، صاحب المعرفة النظرية والممارسات الشكلية، أما قلبه ففي محبة العالم غارقًا، وفي الأرض زاحفًا. أما الخطأ الثالث الذي ارتكبه لوط بجانب أنانيته وعدم تمييزه بين ما هو روحي وما هو زمني فهو عدم مبالاته بسكان المنطقة إذ كانوا "أشرارًا وخطاة لدى الرب جدًا"، الأمر الذي أفقده وعائلته الكثير، روحيًا وماديًا. |
|