ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"صعد من مصر إبرام ومعه امرأته وكل ما كان له ولوط معه" [1]. هكذا يليق بنا حتى إن نزلنا إلى الاتكاء على ذراع بشري (فرعون) ألا نبقي في الضعف بل نصعد، نصعد كل واحد ومعه امرأته وكل ما له وكل أقربائه، أي ينطلق بروحه كما بجسده (امرأته) وكل طاقاته، ولا يترك شيئًا مما له مرتبكًا بالأمور الزمنية البشرية. بمعنى آخر ليكن صعودنا كاملًا منطلقين إلى أرض الموعد، نعيش تحت جناحي إلهنا! خرج إبرام من التجربة التي كشفت عن ضعفه ببركات كثيرة فقد أدرك رعاية الله الفائقة له، إذ لم يستطع فرعون أن يمس امرأته، بل وصار إبرام "غنيًا جدًا في المواشي والفضة والذهب" [2]. ما هو سر الغني؟ إن كان عن ضعف سقط إبرام، لكنه بقوة الروح لم يستسلم للسقوط، وكأنه يقول: "لا تشمتي بي يا عدوتي، إذا سقطت أقوم، إذا جلست في الظلمة فالرب نور لي" (مى 7: 8) فالنفس المؤمنة المملوءة رجاءً تتحول حتى ضعفاتها إلى فرص لاقتناء غني أعظم. عندما سقط ثيؤدور في حب امرأة جميلة تاركًا الحياة الرهبانية أرسل إليه القديس يوحنا الذهبي الفم يؤكد له أن يأسه أكثر مرارة من الزنى، فبعث إليه برسالتين حتى تاب وصار قسًا فأسقفًا على منطقة ما بين النهرين (المصيصة)، فمن كلمات القديس له: [إن كان الشيطان لديه هذه القدرة أن يطرحك أرضًا من العلو الشامخ والفضيلة السامية، إلى أبعد حدود الشرور فكم بالأكثر جدًا الله قادرًا أن يرفعك إلى الثقة السابقة ولا يجعلك فقط كما كنت، بل أسعد من ذي قبل. لا تيأس، ولا تطرح الرجاء الحسن، ولا تسقط فيما سقط فيه الملحدون، فإنه ليست كثرة الخطايا هي التي تؤدي إلى اليأس بل عدم تقوى النفس]. مرة أخرى يقول: [لأن الشرور التي ارتكبناها لا تغيظ الله قدر عدم رغبتنا في التغير. لأن من يخطئ يكون قد سقط في ضعف بشري، وأما من يستمر في الخطية فإنه يبطل إنسانيته ليصير شيطانًا. أنظر كيف يلوم الله على فم نبيه العمل الثاني أكثر من الأول: "فقلت بعدما فعلتِ كل هذه ارجعي إليّ فلم ترجع" (إر 3: 7) ]. إن كان إبرام قد أضاع زمانًا بنزوله إلى مصر ورجوعه منها إلى أرض الجنوب ثم إلى بيت إيل "إلى المكان الذي كانت خيمته فيه في البدء بين بيت إيل وعاي" [3]، أي رجع إلى حيث كان أولًا... لكنه خرج من التجربة منتفعًا وغنيًا جدًا! هكذا لا يتوقف أولاد الله عن النمو المستمر والدخول إلى الغني الروحي حتى إن تعرضوا في حياتهم لضعفات أو سقطات وظنوا أنهم فقدوا السنوات ليبدءوا من جديد من حيث كانوا قبلًا. يشهد الكتاب عن إبرام أنه كان: "غنيًا جدًا في المواشي والفضة والذهب" [2]، هذا الغني لم يعفه عن غني النفس، إذ لم يكن قادرًا على احتلال القلب الداخلي وارباك الفكر، إنما تمتع إبرام مع الغني الزمني بغني الروح المفرح. يقول القديس أغسطينوس: [لكي تعرف أن الغنى في ذاته لا يُلام، كان إبراهيم غنيًا له ذهب كثير وفضة ومواشي وغلمان، وقد حمل في حضنه لعازر الفقير (لو 16: 22). وُجد الفقير في حضن الغني، أليس الاثنان غنيين في عيني الله؟!]. |
|