|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولَن تُفقَدَ شَعْرَةٌ مِن رُؤُوسِكم. تشير عبارة "لَن تُفقَدَ شَعْرَةٌ مِن رُؤُوسِكم" إلى وعد بالوقاية من الخطر الشخصي مع الثقة بالآب الذي يعتني حتى بأصغر تفاصيل حياتهم، كما حدث فعلا في العاصفة مع بولس الرسول " فلا يَفقِدُ أَحَدٌ مِنكُم شَعرَةً مِن رأسِه" (أعمال الرسل 37: 34). إن أعداءهم لا يستطيعون إيذاءهم بأدنى أذى إلاَّ بإذن الله لإتمام مقاصده الإلهية. تدل هذه العبارة أيضا على عدم وجود سلطان للأعداء على نفوس التلاميذ (متى 10: 28-31)، ولا أحد من المؤمنين سيعاني من الضياع الروحي والأبدي. فالتلاميذ سيكونون في الأمان الروحي الكامل، لكن لا يعني ذلك انهم لن يُصابوا بأذى أو يُقتلوا خلال الاضطهاد؛ في الواقع معظم التلاميذ استشْهدِوا على الأرض، لكنهم يُحفظون للحياة الأبدية، كما قال أحد الأخوة الشهداء المَكَّابيين السبعة "إنَّكَ أَيُّها المُجرِمُ تَسلُبُنا الحَياةَ الدُّنيا، ولَكِنَّ مَلِكَ العالَم، إِذا مُتْنا في سَبيلِ شَرائِعِه، سيُقيمُنا لِحَياةٍ أَبَدِيَّة" ( 2 مكابى 7: 9)؛ ويُعلق القديس أوغسطينوس "عندما حثَّ الرب يسوع شهداءه على الصبر، وعدهم أن ينال الجسد نفسه كمالًا تامًا في المستقبل بلا فقدان، لا أقول فقدان عضو منه، وإنما دون فقدان شعرة واحدة". لأنّ الله يهتمّ بشعبه المُثابر حتى إلى ما بعد الموت. فلا بدَّ التحلي بالرجاء وبالشجاعة لمواجهة الواقع الـملموس وكلنا أمل بيسوع القائم الذي وعدنا بأننا سنعبر هذه الضيقات. |
|