|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وإِذا سَمِعتُم بِالحُروبِ والفِتَن فلا تَفزَعوا، فَإِنَّه لابُدَّ مِن حُدوثِها أَوَّلاً، ولكِن لا تَكونُ النِّهايةُ عِندَئِذٍ. "النِّهايةُ" فتشير إلى نهاية التدبير الإلهي الحاضر، وإقامة ملكوت الله على وجه نهائي، كما جاء في تعليم يسوع المسيح "يُبغِضُكم جَميعُ النَّاسِ مِن أَجلِ اسمي. والَّذي يَثبُتُ إلى النِّهاية فذاكَ الَّذي يَخلُص"(متى 10: 22). فالتاريخ يبقى في يد الله، ويجب على المؤمن أن يحافظ على هدوئه. لقد كان هناك أناس في كل جيل منذ قيامة المسيح يدّعون أنهم يعرفون بالتدقيق نهاية العالم، ولكن لم يَصْدق أحد منهم، لان المسيح سيرجع حسب توقيت الله وليس حسب توقيت البشر، والعلامة الوحيدة الواضحة لمجيء المسيح هي أنَّ العالم كله سيراه آتيا في السحاب عند ظهوره، كما صرّح يسوع المسيح " وحينَئذٍ يَرى النَّاسُ ابنَ الإِنسانِ آتِياً في الغَمام في تَمامِ العِزَّةِ والجَلال" (مرقس 13: 26). ويعلق أوريجانس اللاهوتي " حين تصل الأمور إلى حدّها لدى المؤمنين، وحين يأتي زمن الجيل الجديد المُنحل والفاسد، حيث "يَزْدادُ الإِثْم، فتَفتُرُ المَحَبَّةُ في أَكثرِ النَّاس" (متى: 24: 12) حينئذ، "تقصّر الأيام" (متى 24: 22). نعم، الرّب نفسه يعرف إطالة مدّة الأيام عندما يحين وقت الخلاص، ويعرف اختصار مدّة زمن المِحَن والخراب. أما بالنسبة إلينا، طالما لدينا النهار ويطول لنا زمن النور " لِنَسِرْ سيرةً كَريمةً كما نَسيرُ في وَضَحِ النَّهار" (رومة 13: 13)، ولنقم بأعمال النور" (عظات عن سفر يشوع، 11: 3-4). |
|