لماذا داود بالذات؟ وما هو الأمر الذي رآه الله في داود وفتشَّ عنه في بقية الملوك؟!
لكن قبل أن نقارن داود بغيره من الملوك، دعونا نتذكر الكلمات التي قالها الله لصموئيل عند اختيار داود ملكًا من وسط إخوته الذين رفضهم الرب: «لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإِنْسَانُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ» (١صموئيل١٦: ٧)، فلقد نظر الله إلى قلب داود مباشرة، ومن ثم اختاره، «لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ لِي فِي بَنِيهِ مَلِكًا!» (١صموئيل١٦: ١). والتعبير «رَأَيْتُ لِي»، يتعدى رؤية العينين إلى القلب، فلم يرَه الله فقط، بل وضع عليه عينيه وفحص قلبه، ومن ثم اختاره لنفسه!