التأكيد وجدوا تعزية قوية عندما اكتشفوا من كلمة الله أن ما عمله هذا الخائن كان معروفًا مُسبقًا، ومُسجلاً في الكلمة الإلهية. قد تكون الحوادث مُظلِمَة ومؤلمة، لكن ينبغي أن نثق في الله الذي يُمسك بزمام الأمور.
قال الرب لبطرس: «وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ» (لوقا٢٢: ٣٢)، لذلك بدأ بطرس في تنفيذ هذا التكليف من الرب.
نلاحظ في كلام بطرس حكمةً وتمييزًا وفهمًا للمكتوب، لأن الرب بعد القيامة فتح ذهن التلاميذ «لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ» (لوقا٢٤: ٤٥).
قال الرب للتلاميذ: «مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ» (متى١٩: ٢٨)، لذلك فَهْمَ التلاميذ أن عدد الرسل ينبغي أن يكون اثني عشر، ليشهدوا عن قيامة المسيح لأسباط إسرائيل الاثني عشر، وفي المستقبل للدينونة.
بدأ بطرس كلامه: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ الَّذِي سَبَقَ الرُّوحُ الْقُدُسُ فَقَالَهُ بِفَمِ دَاوُدَ، عَنْ يَهُوذَا»، أي لا داعي أن ينزعج أحد مما حدث، لأن ما عمله يهوذا، لم يفسد خطة الله، بل تممها.