|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اَللهُ قَدْ تَكَلَّمَ بِقُدْسِهِ. أبْتَهِجُ. أَقْسِمُ شَكِيمَ، وَأَقِيسُ وَادِيَ سُكُّوتَ [ع6]. إن كان الله يخلص شعبه، ويقيم رايته كعلامة للنصرة، إنما من أجل الحق، هذا الحق الإلهي هو "القداسة" إذ يتكلم الله "بقدسه". سبق فوعد الله وهو في قدسه حيث يفي بوعوده أن يهبهم أرض الموعد، كنعان كلها. وادي سكوت تمثل شرق الأردن، وشكيم تمثل غرب الأردن. "أبتهج" يشعر داود بالفرح والبهجة كما تطلع إلى القدوس الذي يعد شعبه ويحقق وعوده. يرى القديسان باسيليوس الكبير وأثناسيوس الرسولي أن الله تكلم في قديسيه بأن يجعل شكيم الخاصة بيوسف ملكًا مشاعًا ومشتركًا لجميع الذين يؤمنون به من الأمم واليهود، وأن وادي المظال أو السكوت يشير إلى المسكونة كلها حيث تمتلئ بالكنائس التي يتمجد فيها اسم الله، ويبتهج الرب بذلك. * "الله تكلم في قديسيه، أبتهج، وأقسم شكيم، وأقيس وادي المظال". قول الله: "تكلم" معناه أمر وحكم. وقوله: "في قديسيه"، أي أنه أقسم بقديسيه، أو قضى بما يليق بقديسيه، أو قضى بروح قدسه. وأيضًا إن الله تكلم في قديسيه كما تكلم في رسله وأنبيائه. فماذا تكلم؟ وبماذا حكم؟ قال: ابتهج، أي أُفرح شعبي، وأنا أيضًا أفرح معهم، عندما أردُّهم من سبي بابل إلى بلادهم. وأقسِّم شكيم...، فشكيم مدينة خصبة في كورة السامرة، ولجودتها خصها يعقوب ليوسف ابنه المحبوب. وحينما انقسمت أسباط إسرائيل في أيام رحبعام الملك ابن سليمان، فالتسعة أسباط التي عصت نصبت ملكًا عليها من سبط أفرايم في شكيم، ولكن بعد جلائهم من بلادهم وأسرهم إلى بابل سكنت في تلك الأرض أمم غريبة. فقد وعدهم الله بأن يعيدهم إلى بلادهم ويهبهم شكيم وينزع عنها الغرباء. أما وادي المظال (وادي سكوت) فيُقال عن أورشليم وسائر أرض فلسطين، وقد دُعيت وادي المظال لأن أهل بابل خرّبوها، ولم يكن لها أسوار تحصنها، فوعد الله أن يردهم إليها ويكثرهم، ويقوموا بتقسيمها بمقادير القياس. الأب أنثيموس الأورشليمي * تجدون مكتوبًا أن الله قال: "أبتهج، أُقسِّم شكيم" (مز 6: 60)، وهذا هو النصيبُ الأعظمُ والأفضل من كل ما عداه. الذي وزَعه يعقوب على ابنه يوسف، لهذا يقول "أعطيك أكثر من إخوتك، شكيم الرائعة التي أخذتها من يد الأموريين بسيفي وقوسي" (تك 48: 22 LXX)، وحق التقسيم من نصيب الرب وحده.. هكذا فإن شكيم هي الكنيسة، لأَن سليمان اِختارها، التي بجَّل حبها المخفي. وشكيم هذه هي مريم، التي جاز سيف اللهِ نفَسهَا وقسمها. (قابل لو 35: 2). وشكيم هذه هي "الصعود"، كما يظهر من معنى الكلمة ذاتها. وعما يقصد به هذا "الصعود”، اسمعوا سليمان يتحدث عن الكنيسة قائلًا: "من هذه الطالعة (الصاعدة) في ثيابٍ بيض، المستندِة على أخيها؟" (نش 5: 8 السبعينية). إِنها مشرقة، وهي اللفظة التي يقابلها في اليونانية aktinodes، لأنها ساطعةٌ في الإِيمان والأعمال. وقيل لأطفالها: "لتضئ أعمالكم قدام ابن الإنسان الذي في السماء" (راجع مت 16: 5). القديس أمبروسيوس يرى القديس أغسطينوس أن قدسه هنا هو المسيح القدوس، موضع سرور الآب، به يبتهج ويقسم شكيم. كلمة "شكيم" تعني "الأكتاف". وقد قدم أهل شكيم ليعقوب كل الأصنام، فطمرها تحت البطمة التي عند شكيم (تك 35: 4). يشير هذا العمل إلى انقسام أهل شكيم إلى فريقين، فريق حملوا خطاياهم على أكتافهم، وآخر إذ سلموا أصنامهم ليعقوب حملوا نير المسيح الهين والمبهج على أكتافهم. يقول القديس أغسطينوس: [الحمل الآخر يثقل عليكم ويضغط عليكم، أما نير المسيح فيهبكم راحة. الحمل الآخر له ثقله ونير المسيح له جناحاه... ليحملوا نير المسيح فيدركوا كم هو خفيف وحلو ومبهج، وكيف أنه ينتقل من الأرض إلى السماء بروعةٍ.] |
|