|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صرخة للخلاص من العدو لِكَيْ يَنْجُوَ أَحِبَّاؤُكَ. خَلِّصْ بِيَمِينِك،َ وَاسْتَجِبْ لِي [ع5]. يطلب داود النبي من الله أن يستمع إلى صلاته، حيث يطلب الخلاص لا لنفسه وحده، بل ولكل محبي الله. هذا الخلاص الذي يتحقق بيمين الرب، فهو سلاحهم وسرّ نصرتهم. إنه يطلب النصرة الكاملة، فقد بدأت النصرة بالفعل كهبة من الله، لكن يبقى المرتل يطلب استمرار النصرة حتى يبلغ النصرة النهائية الكاملة. هذه العلامة الإلهية تدفعنا أيضًا من الحذر لئلا نهلك بسبب عدم رجوعنا إلى المخلص وتمتعنا بالخلاص من خطايانا. * كما أن الماء قد تحول إلى خمر بمحبة الله، هكذا على العكس يليق بنا أن نحذر لئلا تتحول الخمر إلى ماء خلال محبة العالم، واختيارنا لملذاته. الأب قيصريوس أسقف آرل * قوله: "بيمينك"، أي بقدرتك العزيزة، وأيضًا إن يمين الله الآب هو الابن الذي به خلق المخلوقات. وكما جاء في نبوة إشعياء: "قد أيّدتك، وأعنتك، وعضّدتك بيمين برّي" (إش 41: 10). وأيضًا: "يديّ أسست الأرض، ويميني نشرت السماوات" (إش 48: 13). إنه بابنه الوحيد الذي هو ربنا يسوع المسيح، قد صار الخلاص العام لجنس البشر. الأب أنثيموس الأورشليمي * "أمسكت بيميني وأصعدتني بمجد" (مز 23:73-24)... يتلقى الإنسان إرشادًا طيبًا حينما يمسك الله بيمينه، بيد الله نفسه. مثل هذا يمكنه القول: "الرب عن يميني فلا أتزعزع" (مز 8:16). لو أن آدم كان قد اختار أن يكون له الرب عن يمينه، ما خدعته الحيّة، لكن لأنه نسي وصية الله وتمم إرادة الحية، أمسك الشيطان بيده، وجعلها تمتد لشجرة معرفة الخير والشر، ليقطف أشياءً حُرَّمت عليه..! لهذا فإن الرب يسوع الذي أخذ قضية الإنسان وحالته، وضع الشيطان عن يمينه هو، تمامًا كما نقرأ في سفر زكريا (زك 1:3)، هكذا حيث يقف ميراث آدم فهناك وقف المسيح. وكرياضي صالح، سمح للشيطان أن يقف عن يمينه (أي يمين الرب)، لكي يطرحه وراءه قائلًا "أذهب يا شيطان!" (مت 10:4). وحينئذ طُرحَ المُعاند من موضعه ورحل، ولكي لا يقف الشيطان عن يمينك يقول المسيح "تعال. اتبعني" (مت 21:19)، لهذا تنبأ داود سلفًا بمجيء الرب الذي نزل من السماء ليحررنا من قوة الخصم المُعاند إذ قال: "الرب عن يميني فلا أتزعزع"، لكن الذي الشيطان عن يمينه يتزعزع. وتبرر داود إذن فيما قاله: "أمسكت بيميني" أي حتى لا أخطئ الآن وحتى أتخذ موضعي في مكان الاتكال والثقة، إذ كنت قبلًا أترنح وخطواتي متقلقلة! كم كان قول الرسول حكيمًا حقًا! لأن الرب إذ رآه منزعجًا مضطربًا مد يمينه، ولم يدعه يسقط بل تبّعه ليمشي دون خوف (مت30:14، 31)، وعند خلاصه، ماذا قال بطرس إلا تلك السطور النبوية:"أمسكتني بيميني وفي مشيئتك قدتني وأصعدتني بمجدٍ؟" وما اليد اليمني إلا قوة النفس العاملة (قوة النفس التي لا تكف عن الجهاد)؟ القديس أمبروسيوس *ما هو الفخ الذي انكسر (مز 123: 7)؟ يقول الرسول: "(الرب) سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعًا" (رو 16: 20)، "فتستفيقوا من فخ إبليس" (2 تي 2: 26). ها أنتم ترون الشيطان هو الصيَّاد، يشتاق أن يصطاد نفوسنا للهلاك. الشيطان هو سيِّد فخاخ كثيرة، وخداعات من كل نوع... متى كنَّا في حالة النعمة تكون نفوسنا في أمان. لكن ما أن نلهو بالخطيَّة، حتى تضطرب نفوسنا وتصير كسفينة تلطمها الأمواج. القديس جيروم |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 98 | تسبحة جديدة للخلاص والدينونة |
مزمور 83 | توسل للخلاص |
مزمور 83 | صرخة لله |
مزمور 71 | صرخة قلب |
مزمور 30 - شكر للخلاص من الموت ولتدشين بيت داود |