أقام الله ميثاقًا مع نوح وبنيه، وجعل قوس قزح علامة للميثاق بينه وبينهم، وبينه وبين نسلهم من بعدهم. إذ جاء التأديب خلال الطبيعة (الطوفان) أقام الله العلامة في الطبيعة علانية (قوس قزح)، إما في العهد الجديد إذ حمل السيد المسيح تأديبنا في جسده جعل العلامة فيه خلال جراحات الصليب.
يظهر قوس قزح حول العرش الإلهي (رؤ 4: 3؛ 10: 1)، ذلك لأن مجد الله ليس جبروتًا وعظمة فحسب وإنما هو أيضًا حب بلا حدود. وقوس قزح علامة الحب التي قدمها الله حين أقام ميثاقًا مع نوح بعد الطوفان، ويبقى الله كمحب للبشرية يقدم لنا كل حب خلال ميثاقه معنا. هذا القوس له ألوان كثيرة تعلن عن إحسانات الله وعطاياه المتعددة. وهو كقوس يشير إلى القوس الذي كان مستخدمًا في الحروب، وكأن الله يدافع عنا بقوسه لكن بدون سهم لأنه غير محب لسفك الدماء، به نغلب الخطية وندوس على الشيطان.
والعجيب أن الله في حبه للإنسان يعتز بالميثاق معه، فيقول: "ميثاقي" [9، 11، 15]، "قوسي" [13].