عزيزي ما حفظ موسى من أن يتمتع وقتيًا، كما الغبي الغني، هو أنه نظر إلى المجازاة في يوم قادم. فحقًا تفكيرنا في شكل أبديتنا يحدِّد ملامح حياتنا الزمنية. وليس غبيًا من عاش زمنيًا بضوء من الأبدية.
ولكن على ماذا كان سينال موسى مجازاة؟ هل كان لحياته هدف يسعى ليحققه؟ نعم، فمن المنطق أن حياة مصدرها الله ولها مصير قادم أن يكون لها هدف حاضر، وهو ما جاء في حديث استفانوس «أَنَّ اللهَ عَلَى يَدِهِ يُعْطِيهِمْ نَجَاةً» (أعمال٧: ٢٥). لقد فهم موسى أن الغرض من حياته هو نجاة إخوته ويا له من هدف سامي! أن يكون الشخص نافعًا لإخواته ومُقاَمًا من الله لخدمتهم. فحياة بلا هدف تسيطر عليها التفاهة والسطحية والتي صارت تُشكِّل الكثير من أبناء جيلنا مع الأسف.