|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعونا نتجول مع حبقوق لنكتشف أين وكيف وجد حلاً لحيرته وإجابة لأسئلته؟ أولاً: «عَلَى مَرْصَدِي أَقِفُ وَعَلَى الْحِصْنِ أَنْتَصِبُ وَأُرَاقِبُ لأَرَى مَاذَا يَقُولُ لِي» (حبقوق١:٢). صعد حبقوق عاليًا بعيدًا عن ضوضاء الناس وصراعاته وذهب إلى المرصد العالي، المكان الذي يراقب منه رجال الفَلك ظروف الطقس وأحواله. وهذا ما نحتاج أن نفعله أن أردنا أن نستعرض أمورنا لدى الله ونسمع منه ماذا يجيب عن شكوانا. هناك على المرصد، في الاختلاء بالرب، سمع أروع إجابة لسؤاله؛ فيقول حبقوق مُتهلِلاً: «فَأَجَابَنِي الرَّبُّ» قائلاً: ١. «لأَنَّ الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ وَفِي النِّهَايَةِ تَتَكَلَّمُ وَلاَ تَكْذِبُ» (حبقوق٣:٢). فـإن كان حبقوق مُتحيرًا ونحن معه لنقول للرب: حتى متى. لكن الرب يجيب أن كلامه له توقيت وميعاد لا بد وأن يتحقق فيه «ليْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟» (عدد١٩:٢٣). ٢. «إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ» (حبقوق٣:٢). إن ما تحتاجه هو انتظار الرب ومواعيده، فلا يمكن ألا يحقق الرب كلامه، لكن في وقته يسرع به. وإن كان صعب على الطبيعة البشرية الانتظار، لكن انتظار الرب الصادق يعطي قوة وتشجيعًا لأن «مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً» (إشعياء٣١:٤٠). ٣. «هُوَذَا مُنْتَفِخَةٌ غَيْرُ مُسْتَقِيمَةٍ نَفْسُهُ فِيهِ. وَالْبَارُّ بِإِيمَانِهِ يَحْيَا» (حبقوق٤:٢). إن كلام الرب ومواعيده لا يقبلها الشرير البعيد المتكبر والمقاوِم لفكر الله «الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ» (١كورنثوس١٤:٢). أما المؤمن البار فيقبل ويصدق ويحيى، بل وينتظر الرب يحقق مواعيده. ألم ينتظر إبراهيم بالإيمان وعد الرب سنوات طويلة: «وَتَيَقَّنَ أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ أَيْضًا» (رومية٢١:٤). |
|