|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَفْرَحُ الصِدِّيقُ إِذَا رَأَى النَقْمَةَ. يَغْسِلُ خَطَواتِهِ بِدَمِ الشِرِّيرِ [ع10]. إذ يتبدد الشر، ويهلك (إبليس) الشرير، يفرح الصديق لأجل نصرة النور على الظلمة، والبرّ على الشر. ما يشتهيه الصديق هو دمار الشر وقوات الظلمة، وخلاص الأشرار من شرورهم. كان من العادات القديمة في المعارك أن المنتصر في المعركة يغسل قدميه أو يديه في دم القتلى من أعدائه الذين سُفكت دمائهم. كأن المرتل يعلن أن النصرة على الشر كاملة ونهائية (مز 68: 23؛ إش 63: 3). يغسل الصديق خطواته (أو يديه كما جاء في الترجمة السبعينية) بدم الخاطي. وإن كان الدم لا يغسل بل يُدنِّس، مع ذلك إذ يرى الصديق ما حلّ بدم الخاطى يرتعب من الخطية، ويخشى أن يحل به ما حلّ بالشرير، عندما اِنحرف إلى الشر. البار لا يقتل الأشرار، لكن إذ يقتل الأشرار أنفسهم بأنفسهم خلال شرورهم المهلكة، يعبر البار في أرض المعركة، فتغتسل قدماه بدمهم. يفرح الصديق، لكن ما يُفرح قلبه ليس هلاك الشرير، وإنما إذ يرى موت الشرير يلتهب قلبه بالطاعة للوصية الإلهية بفرحٍ عظيمٍ ونقاوةٍ؛ مدركًا أنه يتبرر بالنعمة الإلهية، ويتحرر مما يسقط فيه الشرير المعاند. سرّ فرح الصديق عند انتقام الله من الأشرار، ليس الشماتة بالشرير، بل شكر الله على قضائه العادل. * اسمعوا النبي يقول: "يفرح الصديق إذا رأى النقمة" على الأشرار. إنه يغسل يديه بدم الشرير. لا يفرح بالنقمة، حاشا! إنما إذ يخشى أن تحل به نفس الأمور، يجعل حياته أكثر نقاوة. هذه إذن علامة رعاية (الله) العظيمة. نعم، قد تقول: كان يلزم أن يهدد فقط ولا يعاقب. لكن إن كان وهو يعاقب تقولون إنه مجرد تهديد، وبهذا تصيرون أكثر كسلًا، فلو أنه بالحقيقة يستخدم التهديد فقط أما كنتم تزدادون بالأكثر في الكسل؟ القديس يوحنا الذهبي الفم * عندما يرى الصديق عقاب الشرير، هو نفسه ينمو. فإن موت الواحد هو حياة للآخر. * لاحظوا أن الشرير يموت، فطهروا أنفسكم من الخطايا. هكذا تكونون كمن تغسلون أياديكم بدم الشرير، بطريقة ما. القديس أغسطينوس يتطلع البار الذي يضطهده الأشرار بكل طاقاتهم، فيراهم وإن كانوا قد صاروا كالحيات بسمومها القاتلة، والأشبال المفترسة، لكن إذ يتدخل الله لحساب خائفيه، يصيرون هكذا: أ. يكسر الله أنيابهم، كما أُنقذَ داود من الأسد والدب. ب. يشبهون مياهًا في الصحراء، تجففها حرارة الشمس، أو تتسرب وسط الرمال. ج. يشبهون الحيوانات المائية التي في داخل قواقع، عاجزة عن الحركة، يمكن لأي إنسان أن يحملها بسهولة ويذهب بها أينما شاء. ه. يشبهون السقط الذي بلا حياة، لا يرى نور الشمس. و. يشبهون الشوك الذي يلتهب بنار غضب الله، فيصير رمادًا تذريه الريح، فلا يُوجد! هذه الصور المختلفة للأشرار المقاومين الحق الإلهي والمضطهدين لخائفي الله، تجعل البار في طمأنينة، لأن حياته في يد الرب، لا في يد إنسانٍ! |
|