|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تدينُوا فلا تُدَانوا لاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ ( لوقا 6: 37 ) يوجد فينا جميعًا الروح الناموسية والتعصُّب، وننتقد تقصيرات الآخرين، ناسين زلاتنا نحن طبقًا للقول: «لأنك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك. لأنك أنت الذي تدين تفعل تلك الأمور بعينها!» ( رو 2: 1 ). إننا نُقيم أنفسنا قضاةً ونحكم أحكامًا صارمة. وقد يصاحب هذا جهلنا بالظروف التي دفعت الآخرين إلى هذه التصرفات. إننا إذ ندين الآخرين نتهجَّم على الله في اختصاصاته، إذ هو الديَّان العادل. وإن كنا ندين بعضنا فلا بد أن يديننا الله، ولكن ليس معنى هذا إفلاتنا من التأديب لمجرَّد عدم إدانتنا لبعضنا البعض، لأنه توجد خطايا أخرى غير الإدانة للغير تجلب علينا التأديب، لكن خطية الإدانة تُغضِب الله بنوعٍ خاص إذ ليس لنا قبول عنده إلا بالنعمة، ومن ثم لا يجب أن نُعامل إخوتنا إلا بالنعمة. انظر أقوال يعقوب في هذا الموضوع: «لا يذم بعضكم بعضًا أيها الإخوة. الذي يذم أخاهُ ويدين أخاهُ يذم الناموس ويدين الناموس. وإن كنت تدين الناموس، فلستَ عاملاً بالناموس، بل ديَّانًا له. واحدٌ هو واضع الناموس، القادر أن يُخلِّص ويُهلِك. فمَن أنتَ يا مَن تدين غيرك؟» ( يع 4: 11 ، 12). ويقول أيضًا الرسول بطرس: «فاطرحوا كل خُبثٍ وكل مكرٍ والرياء والحسَد وكل مذمَّة» ( 1بط 2: 1 )؛ فلأنه يوجد فينا بحسب الطبيعة ينبوع من الخبث والمكر والرياء والحسد وكل المذمة، لذلك نُسرع إلى سوء الظن في إخوتنا. وليس معنى هذا أن المسيح يمنع تلاميذه من أن “يُوبِّخوا أعمال الظلمة غير المُثمرة”، أو ينفي حق الكنيسة في إجراء تأديباتها التي قال عنها الرسول: «أ لستم أنتم تدينون الذين من داخل؟» ( 1كو 5: 12 )، لأنه في الوقت الذي فيه يجب ألاَّ نحكم على نوايا الآخرين، يجب أيضًا أن لا نتساهل مع الخطية والمخطئ فرديًا وكنسيًا. وفي الوقت الذي يجب فيه عدم التشهير بالقديسين وزلاتهم، يجب أن تكون عندنا النية الصادقة لإصلاح المخطئ. وهذا لا يكون إلا من روحاني، وبروح الوداعة، وفي السر ( 1كو 10: 12 ؛ غل6: 1). إن القول: «اغفروا يُغفَر لكم» يُقصَد به أن الله يعاملنا في سياسته كما نعامل الآخرين. فترْكنا للآخرين زلاّتهم معناه أننا نشعر باحتياجنا إلى الغفران منه، ونلتجئ إلى باب الرحمة. وإذ نسامح الآخرين لا يربط الله خطايانا علينا للتأديب. في الحبِّ تصديق المقالْ في الحبِّ صبرٌ واحتمالْ الحب إكليل الجمالْ فضلٌ ومجدٌ لا يُزالْ . |