|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّ رَحْمَتَكَ قَدْ عَظُمَتْ إِلَى السَمَاوَات، وَإِلَى الْغَمَامِ حَقُّكَ [ع10]. أدرك المرتل أن مراحم الله عظيمة وعالية، فكما تعلو السماوات عن الأرض، هكذا تعلو مراحم الله عن أفكار البشر وخططهم، ليس من يقدر أن يقاومها أو يصدها أو يمنعها عن رجال الله. إن الحق الإنجيلي أشبه بالسحاب، من يقدر أن يحطمه أو ينزعه عن خائفي الرب؟! * إن تحننك على البشر جعل الملائكة في السماوات تعظمك، لأنك رفعت الإنسان الساقط إلى السماوات. لقد حققت ما قد أعلنته لأنبيائك. فكما أن السحاب يصعد من الأرض مرتفعًا، ويأخذ قوة المطر، ويروي الأرض، كذلك الأنبياء والرسل ارتفعوا عن الأرضيات بفضائلهم، وأخذوا من الله نعمة بأن يرووا نفوس الأرضيين مما نالوه من إعلانات من الله، لهذا يُدعون سحابًا. الأب أنثيموس الأورشليمي * في السماء تسبح الملائكة الله، إذ يرون شكل الحق نفسه، دون أية ظلمة في الرؤية، وبلا امتزاج بأية أوهام. إنهم يرون ويحبون ويسبحون بلا هم. هناك يوجد الحق؛ أما هنا في بؤسنا، فتوجد بالتأكيد الرحمة. إذ تُقدم الرحمة للبائسين، إذ لا تكون هناك حاجة للرحمة فوق حيث لا يوجد كائن ما بائس... يُقهم "السحاب" بكونه الكارزين بالحق. يشرق الله على الناس الحاملين الجسد بطريقة مظلمة، بومضات المعجزات، ويرعد عليهم برعود الوصايا. القديس أغسطينوس |
|