|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تشتهِ لا تشته بيت قريبك. لا تشته امرأة قريبك، ولا عبده، ولا أمته، ولا ثوره، ولا حماره، ولا شيئا مما لقريبك». ( خروج 20: 17 ) الشهوة خطية، وهي تنمو بما نتغذى به، وتقود إلى كل أنواع الخطايا الأخرى. إنها خطية مُتخفية تعمل في الخفاء. وهي خطية خادعة جدًا حتى إن القليلين من المؤمنين هم الذين يُدركون مدى خطورتها، وصفتها المُرعبة. إنها لا تُحسَب خطية في نظر العالم، ولذلك فمن الصعوبة للمسيحي العالمي أن يفهم مدى شرّها أمام الله، مع أنها تتساوى مع أية خطية أخرى. والحقيقة أن المستوى الوحيد الذي يُرينا الخطية هو كلمة الله، التي تُعلِن ما يكتسبه العالم من خداع بسبب الشهوات المتنوعة. والطمع ما هو إلَّا الشهوة التي لا تشبع ولا تكتفي. ونحن نُحذِر من هذه الخطية التي يسعى القلب لها. ربما تقول إنه من الصعب جدًا ألَّا أشتهي لو كنت فقيرًا وأجتاز صراعات، وأنا أرى الآخرين في حالة أفضل مني. هذا صحيح، ولكن يلزمك أن تُحرِز النصرة، بأن تُثبِّت مسـرَّاتك وعواطفك في الأمور التي هي من فوق، وعندئذٍ سوف تجد أنك أكثر غنى من هؤلاء الذين في العالم. إن المراكز معكوسة في نظر العالم؛ فالغني غير راضٍ بغناه، وهو يشتهي هدوء وسعادة المسيحي المتضع. والله جعلنا أكثر غنى، ولكننا نجهل ثروتنا من خلال تذوقنا أمور الأرض التي نشتهيها (مز73). لنُصغِ إلى ما تقوله لنا كلمة الله فيما يختص بهذه الخطية وما تقود إليه من خطايا. فهي الخطية الأولى، ومنبت لكل الخطايا الأخرى. وهي ترتبط جزئيًا بالطمع. لقد رأت حواء أن الثمرة جيدة للأكل، وعلمت أن الثمرة ليست لها، ومع ذلك اشتهتها، فأخذت وسقطت. والشهوة دائمًا هي نتاج التطلُّع للأشياء التي لا يجب أن ننظر إليها. فإذا تحولت أعيننا عن المسيح إلى العالم، فإننا سرعان ما نجد قلوبنا المسكينة تلهث خلفها، وعندئذٍ تتبعها الشهوة مُحاطة بخطايا أخرى كثيرة. ونجد في يشوع 7: 21 حادثة مُخيفة لعاخان بن كرمي «رَأَيتُ فِي الغَنِيمَةِ .. فاشتَهَيتُهَا وأَخَذتُها». إنه فعلَ كحواء. وكم كانت النتائج مرعبة، ممَّا تسبَّب في هزيمة إسرائيل أمام أعدائه! والله لا يمكنه أن يقودهم للنصرة وفي وسطهم رجل مُشتهٍ. ونلاحظ أنه في كلتا الحالتين فإن الطمع والشهوة تقودان دائمًا إلى عصيان مباشر لله. فهل هناك واحد مِنا يحمل خطية خفية مثل عخان بن كرمي، فيُدمر سعادته وحياته الروحية، وربما يتسبب في إيذاء وإفساد الآخرين؟ ليتنا نحكم على أنفسنا، لكيلا يحكم الرب علينا ( 1كو 11: 31 ). |
|