|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اسْتَيْقِظْ يَا مَجْدِي. اسْتَيْقِظِي يَا رَبَابُ، وَيَا عُودُ. أَنَا أَسْتَيْقِظُ سَحَرًا [ع8]. جاءت كلمة "مجدي" في الترجمة السريانية "قيثارتي". جاء في التقليد اليهودي أن داود المرتل اعتاد ألاَّ تفارقه قيثارته أو مزماره، حتى أثناء هروبه يحملها معه، فلا يقدر أن ينام دون عزف مزمور أو مزمورين، ولا يبدأ عمله في الصباح المبكر دون ممارسة نفس الأمر. لقد عرف أن يسبح الله حتى في لحظات الشدة والضيق. * أعني أيها الإله، أنت مجدي، لأنك تمجدني بمعونتك. لتنهض الآن لمعونتي، فإني مستعد أن أسبحك وأشكرك بالمزمار والقيثارة حالًا. يدعو النبي اتفاق القوات الروحية مع الحواس الجسدية وانتظامها معًا مزمارًا وقيثارة. أما القديس أثناسيوس الجليل فيدعو نعمة البنوة مجدًا، ويدعو نفسه وجسده مزمارًا وقيثارة، إذ ينهض لتسبيح الله (بروحه وبجسده). أما قوله "سأستيقظ سحرًا" فمعناه إني بسبب استنارتي بروح البنوة أسبحك ليس الآن فقط، بل وعند إشراق الشمس بالإيمان بك في العالم، في النهار المنتظر الذي هو يوم تجسدك الإلهي. الأب أنثيموس الأورشليمي يرى القديس جيروم أن المتحدث هنا هو السيد المسيح الذي أخفى مجد لاهوته بتأنسه؛ ففي وسط آلامه يطلب إعلان مجده الخفي. * "استيقظ يا مجدي، استيقظ". ليكن هذا هو فكرنا، أن الإشارة هنا هي لمجد المخلص، الأمر الذي أدركه الرسل في تواضع جسده (جسد المسيح)، ورأوا بعيون ثاقبة ليس ما هو ظاهر، بل ما هو مخفي في الجسد. القديس جيروم * ليتحقق فينا القول: "اَفغر فاك فأملأه" (مز 81: 10)، "الرب يعطي كلمة، المبشرات..." (مز 68: 11). أنا متأكد تمامًا أن صلواتكم مثل صلاتي تمامًا هي بخصوص صراعنا، لتتحقق النصرة للحق. فأنتم تطلبون مجد المسيح لا مجدكم. إن كنتم منتصرين، فأنا أيضًا اقتني النصرة إن اكتشفت خطأي . القديس أغسطينوس يقدم كثير من الآباء مفاهيم رمزية للرباب والعود، بكونهما يمثلان جسد المؤمن ومواهبه وطاقته التي تستيقظ لتسبيح الله وتمجده. وإذ يرى القديس أغسطينوس في المزمور أنه مسياني، لذا يرى في الرباب والعود عمل السيد المسيح، سواء بحسب لاهوته كصنع المعجزات، أو من جهة ناسوته كالجوع والعطش والنوم الخ. * الرباب هي الجسد الذي يمارس الإلهيات؛ والعود هو الجسد الذي يحتمل الآلام. لتعزف الرباب، وليستنير الأعمى، ويسمع الأصم، وليمتلئ المفلوج بالقوة، ويمشي الأعرج، ويُشفى المريض، ويقوم الميت؛ هذا هو صوت الرباب. وليصدر العود صوتًا، ليكن (المسيح) جائعًا وعطشانًا ونائمًا، ويُجلد، ويُسخر منه، ويُصلب ويدفن. عندما ترى في هذا الجسد أمورًا تعطي صوتًا من فوق، وأمورًا من أسفل، فإن جسدًا واحدًا يقوم، وفي جسدٍ واحد نعزف الرباب والعود معًا. هذان النوعان تحققا في الإنجيل، وكُرز بهما في الأمم، المعجزات التي للرب، وآلامه. القديس أغسطينوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 116| أَنَا تَذَلَّلْتُ جِدًّا |
مزمور 116| أَنَا قُلْتُ فِي حَيْرَتِي |
مزمور 115| لَيْسَ لَنَا يَا رَبُّ، لَيْسَ لَنَا |
مزمور 109 | أَمَّا أَنَا فَصَلاَةً |
مزمور 108 | أَنَا أَسْتَيْقِظُ سَحَرًا |