|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس أفراهاط الحكيم الفارسي اغتسلوا، تنقُّوا! 18. إني أثق يا عزيزي أن كل ما يطلبه الناس من الله بمثابرة ينالونه. ولكن الله لا يُسر بالذي يقدَّم صلاته باستهتار، كما هو مكتوب أن هذا هو المطلوب ممن يقدم صلاة، أن يفحص تقدمته جيدًا، لئلاَّ يوجد فيها لوم، وبعد ذلك فقط يقدِّمها (راجع مت 5: 23-24). التقدمة هنا هو الصلاة وبهذا لا تبقى تقدمتك (صلاتك) على الأرض. فما هي هذه التقدمة إن لم تكن صلاتك كما كتبت لك قبلاً. لأن داود قال: "اِذبح لله حمدًا. وأوْفِ العليّ نذورك، وادعني في يوم الضيق، أنقذك فتمجِّدني" (مز 50: 14). والصلاة النقيَّة هي أفضل التقدمات. كن مجتهدًا يا عزيزي في الصلاة التي فيها تتحدَّث إلى الله لحسابك. فقد كُتب في إشعياء النبي أنه أعلم الإسرائيليِّين بخطاياهم، وسمَّاهم حكَّام سدوم (إش 1: 10) عوض قوله "ربَّيت بنين ونشَّأتهم" (إش 1: 2)، لأنهم استبدلوا المجد والكرامة بالخزي. قال أولاً إشعياء: "ربَّيت بنين ونشَّأتهم"، لكنه قال بعد ذلك: "اسمعوا كلام الرب يا قضاة سدوم. أصغوا إلى شريعة إلهكم يا شعب عمورة" (إش 1: 10). وعندما لم يستمعوا إلى رسالة النبي عندما قال لهم: "بلادكم خربة، مدنكم محرقه بالنار" (إش 1: 7) عندئذ دعاهم "قضاة سدوم، وشعب عمورة". قدَّموا ذبائحهم لكي يغفر الله لهم، ولكن لم تُقبل منهم، لأن شرَّهم كان عظيمًا كما كان حال بيت عالي الكاهن، فقد قيل في الكتاب المقدََّس أن شر بيت عالي لا يُغفر بذبائح وتقدمات (1 صم 3: 14). وانطبق على الإسرائيليِّين نفس الجملة عندما قال إشعياء لهم: "لماذا لي كثرة ذبائحكم؟ يقول الرب: أُتخِمت من محرقات كباش وشحم مسمَّنات، وبدم عجول وخرفان وتيوس ما أُسر. حينما تأتون لتظهروا أمامي، من طلب هذا من أيديكم تدوسوا دوري؟" (إش 1: 11-12). وعندما سأله الشعب: لماذا طلبت الذبائح، ولماذا لم تقبل تقدماتنا؟ أجاب النبي: "أيديكم ملآنة دمًا" (إش 1: 15). وعندما سأل الشعب: ماذا نفعل؟ أجابهم النبي: "اغتسلوا تنقُّوا اعزلوا شرّ أفعالكم من أمام عينيّ، كفُّوا عن فعل الشرّ، تعلَّموا فعل الخير، اطلبوا الحق، اَنصفوا المظلوم، اقضوا لليتيم حاموا عن الأرملة" (إش 1: 16-17). سأل الشعب النبي عندما نفعل هذا ماذا يحدث لنا؟ فقال لهم النبي: "هلُمَّ نتحاجج يقول الرب، إن كانت خطاياكم كالقُرمز تبيَضّ كالثلج، إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف" (إش 1: 18). ولكن كيف يتكلَّم الإنسان مع الله إلاَّ بالصلاة بدون لوم، لأنه أي عيب في الصلاة لا يتوافق مع الله؟ كما هو مكتوب: "إن كثَّرتم الصلاة لا أسمع، أيديكم ملآنة دمًا" (إش 1: 15). وقال لهم عندما تغتسلون نتكلم معًا. "إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج، إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف، وإن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض، وإن أبيْتم وتمرَّدتم تؤكلون بالسـيف، لأن فم الرب تكلَّم" (إش 1: 18-19). |
|