|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصلاة صالحة مع الصوم والصدقة والبرّ. صلوات قليلة مع البرّ أفضل من برّ كثير مع الشر. حسن أن تقدم صدقة عن أن تدخر ذهبًا [8]. لأن الصدقة تُنقِذ من الموت، وهي تغفر كل ذنبٍ. الذين يمارسون الصدقة والبرّ يمتلئون حياة [9]. أما من يخطئون فهم أعداء حياتهم [10]. يتحدثون عن فاعلية الصوم [8] فيقولون: * الآن الصوم يعني الامتناع عن كل الشرور، سواء في العمل أو الكلام أو الفكر نفسه . القديس إكليمنضس السكندري موسى تسلَّم الناموس عندما كان صائمًا (خر 34:28). وهكذا بطرس عندما كان صائمًا تعلَّم نعمة العهد الجديد. ودانيال أيضًا بفضيلة صومه أبطل أنياب الأسود، ورأى (تنبأ عن) أحداث قادمة مع الزمن (دا 14: 37-38؛ 9: 2-3). وأي خلاص نناله بدون الصوم، إذ به نزيل خطايانا. يقول الكتاب المقدس: الصوم مع الصدقة يُطَهِّر من الخطايا (طو 12: 8-9) . القديس أغسطينوس إنه ليس إلا صوت الوثنيين القائل: "لنأكل ونشرب"، هؤلاء الذين يقول عنهم الرسول باستخفاف: "إن كنت كإنسانٍ قد حاربت وحوشًا في أفسس فما المنفعة لي. إن كان الأموات لا يقومون، فلنأكل ونشرب لأننا غدًا نموت" (1 كو 15:32). بمعنى: ماذا ينفعني جهادي حتى الموت مالم أخلع جسدي؟ باطلاً يخلص (الجسد) إن كان لا يوجد رجاء في القيامة. فإذا فُقِد الرجاء في القيامة، لنأكل ونشرب، ولا نفقد التمتُّع بالأشياء الحاضرة. لأننا سوف لا ننال شيئًا في المستقبل. الذين لا يترجّون شيئًا بعد الموت ينهمكون في الطعام والشراب. أخيرًا فإن أتباع أبيقورس هم أتباع الملذات، لأن الموت بالنسبة لهم لا يعني شيئًا، فإن ما ينحل ليس له شعور، والذي ليس له شعور لا يساوي شيئًا عندنا. هكذا هؤلاء يُظهِرون أنهم يعيشون حسب الجسد فقط وليس روحيًا، إنهم لا ينجزون ما يليق بالنفس، بل يهتمون فقط بالجسد، ظانين أن مسئولية الحياة تقف بعد انفصال النفس عن الجسد، وفضائل النفس وكل طاقتها تنتهي. القديس أمبروسيوس |
|