|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولما أغلقوا عليهما الحجرة، قام طوبيا من الفراش، وقال: "قومي يا أختي، لنصلي فيرحمنا الرب" [4]. وبدأ طوبيا يصلي قائلاً: "مبارك أنت يا إله آبائنا، ومبارك هو اسمك القدوس والمجيد إلى كل الدهور. تباركك السماوات وكل خلائقك. [5] خلقت آدم وأعطيته حواء زوجة معينة وعضدًا له. ومنهما كانت ذرية البشر. قلت: "ليس جيد أن يكون الرجل وحده. لنعمل له عونًا مثله [6]. الآن يا رب آخذ أختي هذه كزوجة لي، ليس من أجل الشهوة، إنما في الحق. لتأمر كي تكون لي رحمتك وننمو معًا [7]. فقالت هي معه: "آمين" [8]. عندئذٍ نام الاثنان تلك الليلة [9]. لماذا دعا عروسه أخته [4]؟ دعا عروسه أخته، وواضح أن زواجه من سارة في الحق، أي في الربّ، وأنه لم يتزوجها من أجل التمتُّع بشهوات جسدية. لقد انتشر الفكر الغنوصي عند الوثنيين بل وقبله بعض اليهود وفيما بعد عند بعض المسيحيين. هذا الفكر يقوم أساسًا على نوعٍ من الثنائية، فيرون أن المادة شرّ، والروح صالحة، فيحسبون أن الله الصالح خالق الروح لا يمكن أن يخلق المادة خاصة الجسد. ويرى الغنوصيون أن الزواج شرّ، والعلاقة الجسدية بين الزوجين نوع من الدنس. كان أتباع ماني يعتبرون الزواج نجاسة ونوع من الزنا. لذلك في رسالة القديس أغسطينوس إلى فستوس Foustus الذي كان من أتباع ماني استخدم ما ورد في صلاة طوبيا أن إبراهيم لم يقل باطلاً عن سارة إنها أخته. * إنه مضيعة للوقت الرد على ملاحظة فستوس أن إبراهيم دعا سارة زوجته أخته [7]... نتعلَّم من الكتاب المقدس أن من بين القدامى كان من المعتاد دعوة أبناء العم والعمة إخوة وأخوات. هكذا يقول طوبيا في صلاته لله عن زوجته قبل أن يدخل في علاقة جسدية معها: "والآن يا ربّ ليس من أجل الشهوة اتخذت أختي هذه زوجة بل في سبيل الحق" (طو 8: 7). * لا توجد صعوبة في الامتناع (عن العلاقات الزوجية) ما لم توجد لذة الشهوة، بالتأكيد الذين أتحدث إليهم يعرفون أن الخلاعة مع الزوجة هو إفساد وانغماس في الشهوات، كما يظهر في صلاة طوبيا عند تزوج امرأته، إذ يقول: "مبارك أنت يا إله آبائنا، ومبارك هو اسمك المجيد إلى الأبد. لتباركك السماء وكل خليقتك. لقد خلقت آدم وأعطيته حواء زوجة له ومعينة... والآن أنت تعرف أنني لم آخذ أختي هذه للشهوة، بل بالحق. لهذا تحنن علينا يا ربّ" (راجع طو 8: 5-9) . القديس أغسطينوس |
|