منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 11 - 2022, 07:35 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

مزمور 54 - الخلاص في اسم الله


الخلاص في اسم الله

ذهب شاول إلى جانب الجبل، وداود على الجانب الآخر، وبينهما صخور كثيرة وعرة لا يمكن عبورها. كانا ينظران الواحد الآخر، لكن لا يمكن لشاول الوصول إليه إلا من خلال دوران طويل. أرسل شاول فريقًا من جانب، وفريقًا من جانبٍ آخر حتى لا يفلت داود من أيديهم، بل يُحاط من كل ناحية. ولكن الله أوجد لداود منفذًا، إذ جاء رسول إلى شاول يقول له: "أسرع وانزل، لأن الفلسطينيين قد اقتحموا الأرض" (1 صم 23: 27). يُقال إنهم اقتحموا أرضه الخاصة.
أدرك داود النبي أن خلاصه قد تحقق لا بتخطيطٍ بشريٍ، ولا بقدرةٍ إنسانيةٍ، ولا ثمرة مصادفات، إنما باسم رب الجنود. لذا ترنم، قائلًا:
اَللهُمَّ بِاسْمِكَ خَلِّصْنِي،
وَبِقُوَّتِكَ احْكُمْ لِي [ع1].

هذه هي خبرة داود النبي منذ صباه، تحدث بها وهو غلام مع شاول الملك الذي قال له: "لا تستطيع أن تذهب إلى هذا الفلسطيني (جليات) لتحاربه، لأنك غلام وهو رجل حرب منذ صباه"، فأجابه: "الرب الذي أنقذني من يد الأسد ومن يد الدب، هو ينقذني من يد هذا الفلسطيني" (1 صم 17: 37).
وفي مقاومته لجليات قال: "أنت تأتي إليّ بسيف ورمح وترس؛ وأنا آتي إليك باسم رب الجنود..." (1 صم 17: 45). يُدرك المرتل ما لاسم الله من قوة، فيقول:
"على اسمه القدوس اِتكلنا" (مز 33: 21).
"أيها الرب ربنا، مثل عجبٍ صار اسمك على الأرض كلها" (مز 18: 1).
"باسمك ندوس القائمين علينا" (مز 44: 5).
"باسمك أرفع يدي، فتشبع نفسي كأنها من شحمٍ ودسمٍ" (مز 66: 4).
"أعنا يا الله مخلصنا من أجل مجد اسمك، يا رب تنجينا وتغفر لنا خطايانا من أجل اسمك" (مز 79: 9).
"باسمك طول النهار يبتهجون" (مز 89: 16).
هكذا يرى المرتل في اسم الله سرّ الخلاص، فعليه يتكل، وفيه يجد عجبًا يملأ الأرض كلها، وبه يحطم العدو إبليس، ويرفع يديه لتشبع نفسه، ومن أجله يتمتع بغفران الخطية، وتتحول حياته إلى بهجة مستمرة بلا انقطاع.
واضح هنا أن "الاسم" الإلهي يعني "الحضرة الإلهية"، والتمتع بالعمل الإلهي، وليس مجرد ترديد الاسم بالشفاه. إذ يقول الأشرار للسيد المسيح: "أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟!" (مت 7: 22)، فيجيبهم: "إني لم أعرفكم قط؛ اذهبوا عني يا فاعلي الإثم" (مت 7: 23).
ليتنا لا نستغل اسم الله المخلص لغير خلاص نفوسنا، فإنه قد وُهب لنا لنجد فيه عذوبة الخلاص. نناديه باسمه، فينادينا بأسمائنا. نطلب باسمه أن نخلص، فيحملنا إلى أحضانه، ونترنم قائلين: "اللهم باسمك خلصني، وبقوتك أحكم لي" [ع1].
لقد اهتم أهل زيف بإرضاء شاول، أما داود فالتجأ إلى اسم الله، وسلم له كل أموره بكونه الحاكم الأعظم وديان الجميع. ليس غريبًا أن يتعرض المؤمنون في كل الأجيال للخيانة حتى من ذويهم، حتى يصيروا مقاومين لهم أكثر من الأعداء، الأمر الذي يسبب لهم حزنًا شديدًا، لكن الحزن لا يقدر أن يبتلعهم، إذ يدركون أنهم في يد الله الديان العادل، الذي يسمح لهم بالضيق، لكن إلى حين.
يرى القديس أغسطينوس أن الكنيسة مثل داود، تختفي بين أهل زيف. بينما يمارس أهل زيف الخداع، ويدبرون مؤامرات. تجد الكنيسة المُضطهدة في اسم عريسها المصلوب المُهان خلاصها، وفي قوة صليبه ما يقيمها في يوم الدينونة أو الحكم العظيم.
* كما يقول معلم الأمم إنه لا يعرف شيئًا بيننا "إلا يسوع المسيح وإيّاه مصلوبًا" (1 كو 2:2)، لكي ما نفضل الاسم الذي له عن زهو الزيفيين.
ومع ذلك فماذا يقول عنه؟ "إن كان قد مات عن ضعفٍ، لكنه يحيا في قوة الله". إذن جاء لكي يموت في ضعفٍ، وسيأتي ليدين في قوة الله. لكن خلال ضعف الصليب صار اسمه مشهورًا. من لا يؤمن بالاسم الذي صار مشهورًا خلال الضعف يصير في رعب أمام الديان عندما يأتي بقوة.
القديس أغسطينوس

إذن اسم "يسوع" الذي يعني "الله خلاص"، هو سرّ خلاصنا وتبريرنا في يوم الدين، وهو عينه مُرعب للأشرار الرافضين خلاصه.
* اسم الله عظيم الجلال وكلي القدرة؛ بالنسبة للمؤمنين يكون نصرة ومعونة، أما بالنسبة للمقاومين فانكسارًا وإبادة... لا يزال إلى الآن اسم ربنا إذا دُعي بإيمان يصنع خلاصًا.
داود أيضًا يطلب الخلاص باسم الله، وبقدرته يقيم الحكم بينه وبين أعدائه والانتقام منهم، دون أن يفتخر ببرّه (الشخصي). لنسأل نحن أيضًا غفران خطايانا، ونجاتنا من الشدائد في هذا العالم وفي الآخرة، لكن ليس بأعمالنا، وإنما باسم ربنا المدعو علينا.
الأب أنثيموس أسقف أورشليم

"اُحكم لي": لا يعتمد المؤمن على برِّه الذاتي، إنما على نعمة الله ومحبته، واثقًا في إمكانية مخلصه. يواجه عدو الخير، فيقول مع داود: "يكون الرب الديان، ويقضي بيني وبينك، ويرى ويحاكم محاكمتي، وينقذني من يدك" (1 صم 24: 15). كما يقول: "لأنك أقمت حقي ودعواي؛ جلست على الكرسي قاضيًا عادلًا" (مز 9: 4). "اَقضِ لي يا الله، وخاصم مخاصمتي مع أمة غير راحمة، ومن إنسانٍ غش وظلم نجني" (مز 43: 1).
إدراك المرتل لقوة اسم الله للخلاص دفعه إلى حياة الصلاة الداخلية، والصراخ أيضًا بشفتيه، واثقًا في إمكانية الاستجابة:
اسْمَعْ يَا اللهُ صَلاَتِي.
أصْغَ إِلَى كَلاَمِ فَمِي [ع2].

* ما الفارق بين الاستماع إلى الصلاة والإنصات إلى كلام الفم؟
تشير الصلاة إلى حديث القلب السري مع الله أو الاتصال به، ولو بلغة الصمت، فكثيرًا ما يسمع الله ما نصرخ به في قلوبنا، ولا نستطيع أن تعبر عنه بكلماتنا.
ليس سلاح آخر أقوى من الصلاة. إذا كانت بنية صالحة يستمع إليها الله، وإذا ما قربها المصلي بأعمال صالحة يستجيب لها، وينصت إليها.
الأب أنثيموس الأورشليمي

* أرسلها إلى أذنيك، فاسند (صلاتي) حتى تبلغ الطريق، ولا تسقط سريعًا وسط الطريق، وتخور كأنها ساقطة.
القديس أغسطينوس

* الصلاة هي أن تتكلم بعظم دالة، محاورًا الله.
إن كنا بالهمس دون فتح الشفتين نتحدث في صمتٍ، فإننا نصرخ من الداخل. الله يسمع على الدوام كل حديث داخلي.
القديس إكليمنضس السكندري

يرى القديس أغسطينوس أن سرّ استجابة الله لصلوات داود، وإعطاء أذنيه لكلام فمه، هو تسليم الأمر بين يدي الله، تاركًا القرار بين يديه، إذ يقول: [أنت مريض، فلا تُملي على الطبيب الأدوية التي يختارها لك. إن كان معلم الأمم، بولس الرسول، يقول: "لأننا لسنا نَعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي" (رو 8: 26)، فكم بالأكثر يكون حالنا نحن؟!]

كما يقول: [ليت المريض لا ينسحب من بين يدي الطبيب، ليته لا يقدم مشورة للطبيب. ليكن الأمر هكذا في كل الأمور الزمنية.]
إذ يفتح المرتل قلبه وفمه للحديث الصريح مع الله، يشتكي أعداءه الروحيين، ليس رغبة في الانتقام، وإنما لطلب خلاص نفسه حتى لا يهلك أبديًا. لقد قدم ثلاث سمات للأعداء:
أ. غرباء.
ب. أقوياء.
ج. لم يجعلوا الله أمامهم.
لأَنَّ غُرَبَاءَ قَدْ قَامُوا عَلَيَّ،
وَعُتَاةً طَلَبُوا نَفْسِي.
لَمْ يَجْعَلُوا اللهَ أَمَامَهُمْ. سِلاَهْ [ع3].

غرباء: كان الزيفيون من ذات سبط داود، أي من سبط يهوذا، لكن كان لهم روح الغرباء. قد يكون الإنسان قريبًا لك، من عائلتك، لكنه عوض أن يعينك يقف ضدك. فقد جاء السيد المسيح إلى خاصته، وخاصته لم تقبله. كما قال السيد: "أعداء الإنسان أهل بيته" (مت 10: 36). حينما يستغل عدو الخير أقرب من لك لتحطيم حياتك الروحية وإفساد نفسك، إنما يحمل روح التغرُّب والعداوة.
"عتاة": في عتاب أيوب لأصدقائه يصرخ: "هل قلت أعطوني شيئًا؟ أو ومن مالكم ارشوا من أجلي؟ أو نجوني من يد الخصم أو من يد العتاة افدوني؟" (أي 6: 22-23). وجاء الوعد الإلهي: "أنقذك من يد الأشرار، وأفديك من كف العتاة" (إر 15: 21).
"لم يجعلوا الله أمامهم": لا يخشون الله، ولا يعطون أي اعتبار لوصاياه وكلمته وإرادته. وكما قيل عن معصية الشرير: "نأمة (أنين داخلي) معصية الشرير في داخل قلبي أن ليس خوف الله أمام عينيه" (مز 36: 1). فالشرير، لا يخشى الله، ولا يبالي بوصيته الإلهية أو الكلمة الإلهية، حاسبًا كلمة الله (السيد المسيح) عدوًا ضده وخصمًا، فيعطيه ظهره، ولا يجعله أمامه. الشر يفسد القلب، فلا يطيق النور الإلهي، ولا يحتمل رؤية المسيح المصلوب.
يقول القديس أغسطينوس: [عندما يحب البشر خطاياهم يبغضون وصايا الله؛ ويصير حكمة الله (المتجسد) خصمًا لكم إن صرتم أصدقاء لشروركم. لكن إن صرتم خصمًا لشروركم، يكون كلمة الله صديقًا لكم، وخصمًا لشروركم].
* الإنسان المتغرب عن كنيسة الله يضطهدها، حاسبًا أنه قوي، ليس من قوة تروعه. مثل هذا لا يجعل الله أمامه، بل يتكل على قوته أو سلطانه أو ممتلكاته أو أصدقائه.
الزيفيون غرباء، وشاول وجنوده هم الأقوياء.
أيضًا يدُعى الذين تغرَّبوا عن الله غرباء... ولو أنهم بنو جنسنا وأقرباؤنا، لأنهم يطلبون هلاك نفوسنا، إذ لم يعبأوا بعناية الله، وتهاونوا بقدرته.
الأب أنثيموس الأورشليمي

* عندما لا يضع الإنسان الله أمام وجهه، ماذا يكون أمام عينيه إلا العالم؟ بمعنى آخر يجمع مالًا على مالٍ، ويهتم أن يزيد القطيع، وتمتلئ مخازنه، فيقول لنفسه: "يا نفسي لكِ خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة، استريحي وكُلي واشربي وافرحي" (لو 12: 19).
القديس أغسطينوس

* نعم إن الذين يتكلمون بكلام الله أمام الله يفهمون أنهم قد قبلوا كلمات التعليم من الله، وبهذا يجب أن يسعوا لمسرة الله، وليس لمسرة ذواتهم. كذلك ينبغي أن ينصتوا إلى قول الكتاب: "مكرهة للرب كل متشامخ القلب" (أم 16: 5).
من الواضح أن هؤلاء عندما يسعون وراء مجدهم الباطل باستغلال كلمة الله، يغتصبون حق الله الواهب المعطي، لأنهم لا يخشون سلب المديح من الذين قبلوا التعليم بأمورٍ مقدسة.
ليسمعوا كذلك ما يقوله سليمان للمعلمين: "اشرب مياهًا من جُبِّكْ، ومياهًا جارية من بئرك، لا تفض ينابيعك إلى الخارج، سواقي مياه في الشوارع، لتكن لك وحدك، وليس لأجانب معك" (أم 5: 15-17)[94]. فعندما يفحص المعلم أعماق قلبه، وينصت إلى ما يقوله، يشرب من جُبِّه. وهو يشرب من المياه الجارية من بئره، إذا تأثر بارتوائه من ينبوع الكلمة.
وعندما أضاف: "لا تفض من ينابيعك إلى الخارج، سواقي مياه في الشوارع" يقصد أنه ينبغي أن يشرب الراعي أولًا ثم بعد ذلك يروي الآخرين بالتعليم. إن فيض الينابيع إلى الخارج ما هو إلا تقطير التعليم كالماء بقوة في الآخرين. وتعني "سواقي المياه في الشوارع" توزيع الكلمة الإلهية بين جموع غفيرة من السامعين، كلٌ حسب شخصيته. ولأنه مع امتداد كلمة الله إلى معرفة الكثيرين يحشر المجد الباطل نفسه، هكذا جاء القول المناسب: "لتكن لك وحدك، وليس لأجانب معك".
في هذا المجال تدعو الحكمة الأرواح الشريرة "بالغرباء". لقد كتب النبي عن المجرَّبين قائلًا: "لأن غرباء قد قاموا عليّ، وعتاة طلبوا نفسي" (مز 54 :3). لذلك يقول لتبقَ سواقي المياه في الشوارع لك وحدك، ويعني هذا أنه من الضروري أن يخرج الراعي للتعليم كالسواقي في الشوارع، ولكن عليه ألاَّ يتحالف مع الأرواح النجسة وذلك من خلال الغرور.
ينبغي ألاَّ نتخذ من الأعداء شركاء في خدمة الكلمة الإلهية. علينا بذلك أن نبث تعليمنا بعيدًا ليتسع دون أن تغرينا أية رغبة في المديح الباطل.
الأب غريغوريوس (الكبير)

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 119 | الخلاص والشهادة
مزمور 59 - طلب الخلاص من الأشرار
مزمور 54 - الخلاص الأكيد
مزمور 44 - صرخة من أجل الخلاص
مزمور 31 - طلب الخلاص


الساعة الآن 12:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024