|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مجد الصليب فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ آللهِ ( 1كورنثوس 1: 18 ) إن صليب المسيح موضوع مجد فائق لدرجة أنه ينشر مجدًا حوله لجميع أمم الأرض، ولجميع أطراف المسكونة، ولجميع أجيال الزمن، ولجميع دهور الأبدية. إن أعظم الأعمال أو الحوادث التي وقعت على الأرض لم تملأ بجمالها وتأثيرها إلا جزءًا صغيرًا من الزمن، ودائرة محدودة في الكون، ولكن جمال الصليب يملأ حيِّزًا غير محدود، وزمنًا ليست له نهاية. إذا نظرنا نظرة صحيحة إلى مجده فلا بد وأن نراه يؤثر كما وأيضًا يجتذب اهتمام الماضي والحاضر والمستقبل، السماء والأرض والجحيم، الملائكة والقديسين والشياطين. إن الصليب هو موضوع إعجاب الخليقة، كما أنه قد نال القبول والتقدير التام من الله. إن أفضل الناس الذين عاشوا منذ أربعة آلاف سنة قبل الصليب كانت أنظارهم تتجه إليه. كما وأن أجيالاً لم تُولَد بعد ستُعجَب به وتُكرمه بدورها، وهكذا تتعاقب الأجيال مُقدِّرة إياه حتى نهاية الزمن. إننا سوف نرى في المستقبل جموعًا لا تُحصى ولا تُعدّ من الملائكة والقديسين ينظرون إلى الخلف نحو الصليب وقلوبهم مُمتلئة بالتقدير والتعظيم إلى آباد الدهور. إن كل مجد غير مجد الصليب يتضاءل بمرور الزمن، أما مجد الصليب فيزداد جمالاً ولمعانًا. إن الشمس المنظورة ستفقد أشعتها بتعاقب الأجيال، كأنها تتضاءل شيئًا فشيئًا بمرور الزمن، بينما الصليب له مستودَع من الأشعة لا تستطيع الأبدية أن تُنقِصَه، بل كلمَّا ازدادت معرفة القديسين، ازداد جمال الصليب. إن عدم الإيمان هو وحده الذي يعترض أشعة هذا المجد، ولكن عدم الإيمان هذا لا يكون إلا على الأرض إذ لا يوجد شيء منه في السماء أو الجحيم. إن جزءًا كبيرًا من البركة المستقبلة سيكون في تذكُّر الشيء الذي اشترى هذه البركة، كما أن جزءًا كبيرًا من العقاب المستقبل سيكون في تذكُّر الشيء الذي بواسطته كان يمكن الخلاص من هذا العقاب. إن الصليب سيُضيف حياة إلى أشعة المحبة في السماء، كما أنه سيجعل لُهب الجحيم تزداد استعارًا وقوة. إن أشعة الصليب سوف لا تزيِّن فقط دوائر النور بل ستخترق أيضًا بِقاع الظلمة. إنه سيكون موضوع حب القديسين في النور، كما أنه سيكون موضوع آلام وأوجاع الهالكين في الجحيم. ليتك أيها القارئ تكون قد استفدت فائدة حقيقية مما تم على الصليب. في الصليبْ في الصليبْ راحتي بل فخري في حياتي وكذا لأبَدِ الدهـرِ |
|