|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لأن الله يبدد عظام الذين يُرضون الناس" [ع5] من لا يدعو الله يخاف حيث لا يلزم الخوف، لأنه يهتم أن يرضي جسده وشهواته والناس أيضًا لا الله، أما من يدعو الله، فلا يخاف أحدًا سوى الله الذي يطلب إرضاءه. الأول إذ يطلب إرضاء الناس يتحطم، ويفقد هيكله الروحي، وتتبدد عظامه. * يبدد الله عظام الذين يُرضون الناس (مز 53: 5). لا يقصد هنا بالعظام تلك الخاصة بالجسم، إذ لا يوجد مثل لشخصٍ تتبدد عظامه هكذا. إنما يقصد هنا قوة العقل والقلب هذه التي بها يستطيع الإنسان أن يمارس الصلاح. هذه القوى التي للنفس هي الغيرة التي تقود إلى المثابرة الجادة، والنضوج الروحي، والصبر، والاحتمال. هذه السمات يبددها الله عند الذين يُرضون الناس . * يبدد عظام الذين يرضون الناس... لأن الرغبة في إرضاء الناس هي دائمًا غذاء الكبرياء اللعين الذي يكرهه الله كما الناس، وهي رأس الكبرياء وجذوره. فمن يسقط ضحية هذا الهوى يشتهي الكرامة والمديح، وهذا أمر يبغضه الله، إذ يبغض المتكبرين، ولكنه يقبل المتواضع في فكره، ذاك الذي لا يطلب المجد؛ ويظهر له الرحمة. القديس كيرلس الكبير * يلزم (المؤمن) أن يقدم تشكرات لله المهوب الممجد، القدوس. ولا يمارس شيئًا بروح الجدال والمجد الباطل (في 2: 3)، وإنما من أجل مجد الله ومسرته. "فإن الله يبدد عظام الذين يسرون بالشر" (مز 53: 5). القديس باسيليوس الكبير * يحذرنا الرسول قائلًا: "لا نكن مُعجبين" (غل 5: 26). ويوبخ الرب الفريسيين قائلًا: "كيف تقدرون أن تؤمنوا، وأنتم تقبلون مجدًا بعضكم من بعضٍ، والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه؟!" (يو4: 44)وعن هؤلاء أيضًا يتكلم داود المبارك مهددًا: "بدد الرب عظام من يمالقون الناس" (مز 53: 5). * ينبغي على جندي المسيح الذي يرغب في أن يجاهد قانونيًا في هذه المعركة الروحية الحقيقية أن يجاهد بكافة الطرق لقهر هذا الكائن غير السوي المتقلب المتعدد الأشكال، هذا الذي حين يهاجمنا من كل جانب مثل شتى الشرور المتنوعة، نستطيع أن ننجو منه بعلاج كهذا: التفكير في قول داود: "بدد الرب عظام من يمالئون الناس" (مز 53: 5). في البداية يجب علينا ألاَّ نسمح لأنفسنا أن نعمل أيّ شيء بدافع من الغرور أو لإحراز أيّ مجد باطل. كذلك حين نكون قد بدأنا في شيء على نحو حسن، علينا أن نجاهد لتدعيمه بذات القدر من العناية، خشية أن يتسلل إلينا مرضالمجد الباطل، ويلاشي كل ثمار أتعابنا . القديس يوحنا كاسيان * إذا أردتَ ألاَّ يتعرّض لك أحدٌ، فتوسل إلى الله في الخفاء وصُم، فلن يؤذيك شيء. إذا قالت لك الشياطين أن تُرضي الناس فلا تقبل، واُذكر ما قاله الرب: "اِحترزوا من أن تصنعوا (أعمالكم الصالحة) قدام الناس، (بل) في الخفاء، فأبوكم الذي يرى في الخفاء هو يجازيكم علانيةً" (مت 6: 1-4). وإذا حرّضك الشيطان على أن تعمل على إرضاء الناس، اُنظر قول النبي: "سيُبدِّد الله عظام الذين يُرضون الناس، إنه سيُخزيهم، لأن الله يزدري بهم" (مز 53: 5 راجع الترجمة السبعينية)، وهو لا يستمع إلى صلاتهم، بل بالحري يسخط عليهم . أنبا ثيئوفيلس البطريرك * "فليضيء نوركم هكذا قدام الناس لكي يَرَوا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات". لو قال: "فليضيء نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة" فقط، لبدا كأنه جعل مديح الناس هدفًا، هذا الذي يطلبه الهراطقة وملتمسو الكرامات والمتهافتين على المجد الزائل. وقد قيل عن هذه الجماعات: "فلو كنت بعد أُرضي الناس لم أكن عبدًا للمسيح" (غل 1: 10)، ويقول النبي عن الذين أرضوا البشر "أخزيتهم، لأن الله قد رفضهم"، و"لأن الله قد بدد عظام الذين يرضون البشر"(مز 53: 5)، ويقول الرسول: "لأنكم مُعجبِين" (غل 5: 26)، كما يقول: "ولكن ليمتحن كلُّ واحدٍ عمله، وحينئذٍ يكون لهُ الفخر من جهة نفسهِ فقط، لا من جهة غيرهِ" (غل 6: 4). القديس أغسطينوس |
|