منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 11 - 2022, 11:28 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,256,914

الثلاثة أيام الأولى للعروسين


ملحق طوبيت 6

الثلاثة أيام الأولى للعروسين



ورد في الترجمة اللاتينية (الفولجاتا) التي قام بها القديس جيروموالترجمة الخاصة ببعض الأسفار السبعينية باسم الخبر السار في نهاية الأصحاح السادس من سفر طوبيت، حديث لرئيس الملائكة رافائيل لطوبيا بخصوص زواجه سارة:
[فقال له الملاك رافائيل: استمع فأُخبِرك من هم الذين يستطيع الشيطان أن يقوى عليهم [16]]. إن الذين يتزوجون فينفون الله من قلوبهم، ويتفرَّغون لشهوتهم كالفرس والبغل الذين لا فهم لهم، أولئك للشيطان سلطان عليهم [17].
فأنت إذا تزوَّجتها ودخلت المخدع، فامتنع عنها ثلاثة أيام ولا تتفرَّغ معها إلاَّ للصلوات [18].
في تلك الليلة إذا أحرقت كبد الحوت ينهزم الشيطان [19].
وفي الليلة الثانية تكون مقبولاً في شركة الآباء القديسين [20].
وفي الليلة الثالثة تنال البركة حتى يولد لكما بنون سالمون [21].
وبعد انقضاء الليلة الثالثة تتَّخِّذ (سارة) البكر بخوف الربّ وأنت راغب في البنين أكثر من الشهوة لكي تنال بركة ذرية إبراهيم في بيتك [22].
هكذا انتهى الأصحاح السادس في الفولجاتا بدون الإشارة إلى ردّ فعل طوبيا تجاه النصيحة التقوية التي قدَّمها له رئيس الملائكة، ولم تشر إليها النصوص اليونانية القديمة.
أشار نص الفولجاتا (8: 4-6) إلى إتباع نصيحة الملاك رافائيل.
في تأكيد على الاهتمام البالغ للدارسين من الغرب للكنيسة الأولى الذي أولوه للطهارة، كتب جيفين 1969م عن تفرُّد الفولجاتا في الإشارة إلى هذه الثلاثة أيام: [أخبر ميتزجر Metzger 1957 أن التأجيل ثلاثة أيام كانت فكرة تتعلَّق بمسيحي القرون الوسطى بما فيهم الملك لويس التاسع ملك فرنسا والملكة عام 1234م. بحسب جنسن Jansen 1965م، مارس بعض اليهود في مصر القديمة نوع آخر من تأجيل العلاقة الجسدية...



نموذج يشتهيه لنا السمائيون

طلب رئيس الملائكة من طوبيا أن يُقَدِّم هو وزوجته نموذجًا لكيفية بدء الحياة الزوجية في الرب.
أولاً: في الليلة الأولى يحرق طوبيا كبد السمكة وقلبها مع بخور وتقديم صلوات، فلا يطيق الشيطان رائحة البخور المُصَاحِبة للصلوات، فيهرب ولا يرجع إلى هذا البيت المقدس الذي تفوح فيه رائحة المسيح الذكية.
إن كان حرق قلب السمكة وكبدها يشير إلى ذبيحة السلامة في العهد القديم، فإنه يليق بالعروسين في العهد الجديد أن يحسبا بيت الزوجية كنيسة مقدسة، ومخدعهما هو لقاء عند ذبيحة صليب ربّ المجد حيث يتمتَّع العروسان بالاتحاد معًا في المسيح يسوع المصلوب. فإذ صالح السماء مع الأرض بذبيحة صليبه، يُصَالِح أيضًا العروسين مع السماء، كما يهبهما مصالحة دائمة مع بعضها البعض في جوٍ شبه سماوي، لا يقدر إبليس أن يفسده.
ثانيًا: إن كان سرّ اتحادهما معًا وتمتُّعهما بالحياة السماوية هو السيد المسيح المصلوب، ففي الليلة الثانية يتجلَّى أمامهما بكونهما كنيسة المسيح ويدخلان في شركة مع القديسين. إذ يختليا معًا خاصةً بالليل، يشعران أنهما ينتسبان لأسرة خفية مقدسة، ويُدرِكان أن الله أبوهما السماوي وأن القديسين اخوة لهما، يصلّيان معًا ليكملا كل حياتهما في سلام الله وفرح الروح، والانشغال بالسماويات المقدسة.
ثالثًا: أما في الليلة الثالثة فيُدرِكان أنهما ينتسبان لأب الآباء إبراهيم، ويطلبان أن يكون نسلهما بالحق أولاد إبراهيم، لهم حق الميراث لا في كنعان، أرض الموعد، بل في أورشليم السماوية حيث يحسبان "ورثة الله، ووارثان مع المسيح" (راجع رو 8: 17).
خلال هذه الليالي الثلاثة، يتعرَّف العروسان كيف يمارسان حياتهما الجديدة، التي تحمل لمسة سماوية (الليلة الأولى)، لا ينحرفان عن التطلُّع إلى المسيح المصلوب (الليلة الثانية)، ويشتهيان أن تنشغل الأجيال القادمة بأورشليم العليا (الليلة الثالثة).
عُرْسٌ دائم لا ينقطع

هذه الوصايا التي قدَّمها رئيس الملائكة لطوبيا، في جوهرها أن يسلك طوبيا مع زوجته سارة في حياة داخلية سرّية، تجعل عُرْسَهما دائم التهليل والفرح بلا انقطاعٍ. من يُرَكِّز على أعماقه، يرى ملكوت الله في داخله (لو 17: 21). ينمو ملكوت الله فيه، أو ينمو العروسان في الملكوت الذي في داخلهما.
أذكر قصتان إحداهما في الاسكندرية والأخرى في ملبورن بأستراليا. الأولى في زيارتي لأسرة وجدت ضيفًا قادمًا من القاهرة، سألني إن كنتُ أَقْبَل اعترافه لأنه بعيد عن أب اعترافه. وجاء مُلَخَّص اعترافه، أن زوجته توفت منذ 27 عامًا، وأنه طوال حياته لم يختلف معها قط. وكان كل منهما يرشم الطرف الآخر بالصليب عند خروجه من البيت. بقيت حياتهما في حبٍ وسرّية، لأنهما مشغولان بمجد الله في الأسرة.
أما الثانية فشاب كان على اتصالٍ دائمٍ بي بملبورن أستراليا، وقد تزوَّج منذ 15 عامًا عند زيارتي له. طلب مني كلمة منفعة، فقلت له: أطلب منك ألاَّ تنام في أية ليلة وأنت متضايق من زوجتك. دُهِش من كلماتي وقال: لي خمسة عشر عامًا معها لا أذكر يومًا ما أني تضايقت منها لمدة دقيقة واحدة، ولا هي تضايقت مني... ثم ختم حديثه بقوله: إن كان أحد الطرفين عاقلاً لا يحدث خلاف أو ًمضايقة بينهما قط. سرّ محبتهما وسلامهما هو تركيز نظرهما على ملكوت الله الذي يُقِيمه ربّ المجد داخلهما. لقد تدرَّبا في حياتهما قبل الزواج ألاَّ ينشغلا بشيءٍ سوى التصاقهما بالربّ. هذا يتحقَّق إن كنا نرى في داخلنا الكنز السماوي، أي ملكوت الله، ولا يشغلنا شيء من الزمنيات.

تقديس الأيام الثلاثة الأولى

حسن أن يُفَكِّر العريس وعروسه معًا في تكريس الأيام الثلاثة الأولى بعد إتمام الزواج تشبُّهًا بطوبيا وسارة. يظن البعض أن هذا يتحقَّق بذهاب العروسين معًا إلى أحد الأديرة بعد حفل زواجهما. أرجو في الربّ معالجة هذا الأمر في شيءٍ من الصراحة:
أولاً: وضع رئيس الملائكة لطوبيا برنامج هذه الليالي الثلاث في حديث سرّي معه، لم يُصارِح به أحد سوى سارة بعد دخولها حجال العُرْس، وبدورها لم تُخْبر أحدًا من أصدقائها حتى والديها. أما أن يعرف الكثيرون عن العريس وعروسه أنهما ذاهبان إلى أحد الأديرة بعد إقامة حفل الزواج فهذا دفع الكثيرين أن يتطلعوا إلى هذين العروسين كأنهما ذا قامة روحية عالية عن الآخرين، وكأنهما قاما بعملٍ نسكي علانية.
يليق بالعروسين أن يتأملا فيما ورد في سفر نشيد (الأناشيد) الأنشاد: "أختي العروس، جنة مغلقة، عين مقفلة، ينبوع مختوم". (نش 4: 12) ويطلعا إلى الاهتمام بالحياة الداخلية السرية لهما، ويمارسا تكريس الثلاثة أيام الأولى، بل وكل بقية أيام حياتهما لله الساكن في قلبيهما سريًّا.
ثانيًا: رسالة الدير بل والكنيسة كلها تشجيع العروسين على صلاة المخدع السرية بجانب شركتهما في العبادة الكنسية الجماعية كل أيام حياتهما لا أن تستضيف عريس وعروسه ليعيشا ثلاثة أيام في الدير حتى وإن حبس كل منهما نفسه في قلايته.
يليق بالعروسين أن يقضيا هذه الفترة في الصلاة والصوم والتسبيح في حجرتهما الخاصة ليتقدَّس حجال عُرْسهم ويصير كنيسة بيتهما بعمل روح الله القدوس الذي لا يطيق الانشغال بالمظهر والشكليات.

أرى أن الظاهرة تحتاج إلى دراسة من المجمع المقدس على ضوء الحياة الإنجيلية والفكر الآبائي والرهباني السليم.

من أقوال الآباء القديسين

لا نجد في كتابات الآباء القديسين في العصور الأولى من أشار إلى قضاء الأيام الثلاثة الأولى من الحياة الزوجية في ديرٍ ما، إنما بالأحرى اهتم الآباء بالحديث عن قدسية الزواج.
* إذ يحب المسيح الكنيسة مقدسةً عفيفةً وبلا دنسٍ، فليحب الأزواج أيضًا زوجاتهم في عفة. وليَعْلم كل أحد كيف يحفظ إناءه في قداسةٍ وكرامةٍ، وليس في دنس الشهوة الردية كالأمم الذين لا يعرفون الله "لأن الله لم يدعنا (يختارنا) للنجاسة، بل للتقديس عالمين أنكم قد خلعتم الإنسان العتيق بأفعاله ولبستم الإنسان الجديد الذي يتجدَّد (باستمرار) لمعرفة صورة ذاك الذي خلقه!


القديس جيروم
* الزواج صورة مُقدَّسة يجب حفظها طاهرة مما يدنسها. يليق بنا أن نقوم مع المسيح من سباتنا، ونرجع لننام بشكر وصلاة.
القديس إكليمنضس السكندري

* [عن آدم وحواء العروسين في الفردوس]
زيَّن حواء العروس البتول وأعطاها آدم...
جمع كل العالم إلى العُرْس العظيم الذي صنعه، فتزركش العروسان بأكاليلهما وثيابهما.
وشَّحهما بنورٍ بهيٍ وضياءٍ لائقٍ، وتركهما يتنعَّمان بين الأشجار.
كل الأشجار وأثمارها أعطت هدية لهما، وابتهجت الجنة بالعروس والختن المحبوبَين.
كانت شجرة الحياة مخفية في خدر عدن العظيم، لتصير لعريسَي النور عندما يكتملان .
القديس مار يعقوب السروجي
قصة واقعية

قال لي خادم تقي يعيش في أمريكا عندما سألته عن أخته الوحيدة إنها تزوجت، وأخبرني أنه قد بذل كل الجهد معها في خدمتها لأنه يحبها جدًا، وفي أثناء إكليلها كان يصلي من أجلها ومن أجل عريسها أن يكون بيتها مقدسًا للربّ. وعندما ذهب ليبارك لها في اليوم التالي كالعادة المتبعة، قالت له: "لقد كنت حاضرًا طوال الإكليل، لكنني لم أرك في الحفلة التي بعد الإكليل".
أجابها: أنت تعلمين مدى محبتي لكِ، كنت أُصَلِّي من أجلك طوال الإكليل. أما بخصوص الحفل فقد قضيت طول الفترة في كنيسة مفتوحة، وكنت أُصَلِّي من أجلك ومن أجل عريسك، لكي يكون بيتكما كنيسة المسيح المقدسة.
فرحت جدًا وشكرتني، وقالت تصرُّفك هذا رائع، وطلبنا الصلاة من أجل بعضنا البعض.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يرى الملاك أنه يليق بالمتزوجين حديثًا أن يقضوا الثلاثة أيام الأولى هكذا
الأسماء الثلاثة الأولى ليسوع ومعناها
الأشهر الثلاثة الأولى من عمر الطفل
لقطات الأولى لآثار انفجارت حلوان الثلاثة
الأناجيل الثلاثة الأولى المتفقة


الساعة الآن 01:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024