|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قالَ لَه الملاك: "أَلا تَذكُرُ كلمات أَبيكَ التي أوصاك بها أَن تتَّخِذَ زوجة مِن شعبك. فاسمع الآنَ لي يا أَخي، فإنها ستكون لك زوجة. خُذْها ولا تَحسِبْ لِهذا الشَّيطانِ حِسابًا. فإَنَّها ستُزَفُّ إِليكَ زوجة هذه اللَّيلة [16]. ومتى دخلت حجال العُرْس، تأخُذُ جمرًا مِن البخور ومن كَبِدِ الحوتِ وقَلْبِه وتَضَعُه على المِبخَرَة، فتَنبَعِثُ الرَّائِحةُ. يشتمها الشَّيطانُ فيَهرُب، ولَن يَعودَ أَبدًا [17]. وإِذا اقتربت إليها انهضا كِلاكُما واصرخا إلى الله الرحيم، فيُخَلِّصكما ويرحمكما. لا تَخَفْ، فهي نَصيبُكَ مُنذُ القِدَم، وأَنتَ الَّذي ستُخلِّصُها، وستَذهَبُ معكَ. وأَعتَقِدُ أَنَّه سيكونُ لكَ مِنها أَولادٌ" [18]. أن الله رحوم يطرد الشيطان المُهلِك [18- 22]. السلاح ضد الشيطان هو الصوم ويُمَثِّله هنا عدم التجاوب مع شهوة الجسد. طلب من طوبيا أن يتفرَّغ مع سارة للصلوات. هذا ما يهزم الشيطان، أما حرق كبد الحوت فيرمز لحرق شهواتهم أو كأنهم قتلوا شهواتهم الشريرة. ما كان يمكن لسارة أن تكون عروسًا لطوبيا إن لم يُحرَق كبد السمكة وقلبها، وما كان لطوبيت أن تُشفى عيناه ليرى النور بعد كل هذا الزمان، ما لم تُمسَح عيناه بمرارة كبد السمكة، هكذا ترمز السمكة إلى السيد المسيح. لقد اقتنى المؤمنين عروسًا سماوية تشاركه المجد بموته واحتماله مرارة الآلام والتهاب قلبه لخلاص العالم، ولا نستطيع أن نخلص من العمى الروحي وندرك الأسرار الإلهية، ونحمل انعكاس النور الإلهي فينا ما لم نتمتَّع بمسحة المصلوب القائم من الأموات. |
|