|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اقترابهما من راجيس [10- 15] ولَمَّا اقتربا مِن راجيس، [10] قالَ الملاك لِلشاب: "يا أَخي علَينا أن نقضي اللَّيلةَ مع رَعوئيل، وهو قريبك وله ابنة وحيدة اسمها سارة [11]. وأَنا سأتحدث عنها أَن تُعْطى لَك زوجة، وسيكون لك جَميعَ ميراثها، لأنك أنت وحدك من شعبها. وهي فتاةٌ َ جَميلَةٌ ورصينةٌ [12]. الآن اسمع لي، فإِني سأُكلِّمُ أَبَاها، ومتى عُدْنا مِن راجيس نُقيمُ عُرْسَها. وأَنا عالِمٌ بِأَنَّ رَعوئيلَ لا يَستَطيعُ أَن يَخطُبَها إلى رَجُلٍ آخَر، وإِلاَّ استحق المَوتَ بحَسَبِ حُكْمِ كِتابِ موسى، لِعِلْمِه بِأَنَّه مِن حَقِّكَ أَن تنال الميراث دون إنسانٍ آخر" [13]. قالَ الشاب لِلملاك: "يا عَزَرْيا أَخي، سَمِعتُ أَنَّه قد عُقِدَ لها على سَبعةِ رِجالٍ، فماتوا جميعًا في حجال العُرْس [14]. فأَنا الآنَ وَحيدٌ لأَبي، وأَخْشى أَن أَموتَ في حجال العُرْسِ مثل هؤلاء الذين سبقوني. لأن شيطانًا يُحِبّها، وهو لا يؤذي أحدًا إلا الذي يقترب منها. الآن أخشى أن أموت فأُنزِلَ حَياةَ أَبي وأُمِّي إِلى قَبرهماِ غَمًّا علَيَّ، ولَيسَ لَهُما ابنٌ آخَرُ لِيَدفِنَهُما" [15]. جاء حديث رئيس الملائكة مع الشاب رقيقًا للغاية، فلم يصدر أمرًا بأن يتزوج سارة، إنما قَدَّم هذا الاختيار كاقتراح، وترك لطوبيا فرصة للحوار بعد إبراز الجوانب التالية: أ. هذا الزواج في ذهن الله قبل الخليقة. ب. إنها فرصة نادرة أن يجد فتاة مثل سارة من نفس سبطه في أرض السبي. ج. بهذا الزواج يخدم قريبه الذي في حكم عمه، لأن كل ممتلكاته ستتبدَّد بموت ابنته دون زواجها من نفس السبط، وهي وحيدة والديها ليس لها أخ ولا أخت. د. أن الفتاة مؤمنة، ابنة صلاة وتسبيح مثل طوبيا وأبيه، فيعيش معها بروحٍ واحدٍ يُمَجِّدان الله. هـ. تتسم بالعقل والحكمة والتمييز. و. مع جمال إنسانها الداخلي، يتَّسِم جسدها أيضًا بالجمال. ز. بزواجه منها يتزكَّى طوبيا، إذ يؤمن بقدرة الله على طرد الشيطان الذي يحبها لا ليُسعِدها، بل يُحَطِّمها هي ووالديها وكل من يتقدَّم إليها. ح. بزواجه منها يصير طوبيا رمزًا للسيد المسيح، الذي يطرد عن المؤمنين إبليس وجنوده، ويُحَطِّم سلطانهم، ليُقِيم منهم العروس المقدسة الحاملة صورة الله. |
|