أوضح القديس باسيليوس الكبير
أن الله خلق الحيوانات والطيور ليس فقط لخدمتنا، وإنما كي نتعلَّم منها. لأنها ما تفعله بالغريزة دون تفكير لا نُمارِسه نحن بالرغم مما وهبنا الله به من عقلٍ وإمكانياتٍ. من بين هذه المخلوقات الخفاش كمثالٍ حين ينام يمسك أحدها بأحد جناحيه فرعًا من الشجرة وبالجناح الآخر يمسك في جناح خفاشٍ آخر، وهكذا حتى يصير المنظر من الخفافيش أشبه بنصف دائرة والكل مرتبط ببعضه البعض، الأمر الذي كثيرًا ما يفشل البشر في ممارستهم مع بعضهم البعض.
وتحدَّث القديس عن حيوان برمائي متى خرج كجماعة معًا إلى الشاطئ كان الصيادون لا يتحركون من الشاطئ متوقعين قيام عاصفة خطيرة من الأمواج خلال ساعات.
والسمك في هجرته تتحرك آلاف من الأسماك تحت قيادة سمكة واحدة في طاعة عجيبة، الذي لا يستطيع الإنسان القيام به حتى في الجيوش المنظمة، إذ يحتاج القائد العام للجيش إلى قادة أقل منه في الرتبة وكل من هؤلاء القادة يعتمد على قادة أقل رتبةٍ. وأيضًا النحل يعمل معًا تحت قيادة ملكة واحدة.
مثل هذه الأمور وغيرها يعجز الإنسان عن ممارستها. هكذا إن كان طوبيا قد انطلق في رحلته تحت قيادة رئيس الملائكة المتخفي، ولئلا يسقط في الكبرياء أنه يتمتع بالطاعة لمُرشِده، أراد الله أن يُظهِر له أن الكلب الأعجم يرافقهما مع شعور بالرضا والسعادة والطاعة، فيلزم لطوبيا أن يتعلَّم منه!