|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في عيد جميع القديسين التطويبات هي ملامح المسيح وبالتالي، ملامح المسيحي "لأنه مَكتوب: كونوا قِدِّيسين، لأني أنا قدوس" (بُطرس الأولى 1: 16) نحتفل اليوم مع الكنيسة جمعاء بعيد جميع القديسين. لا نذكر فقط القديسين الذين أُعلنت قداستهم على مرّ التاريخ، بل نذكر أيضًا الكثير من أهالينا الذين عاشوا الحياة المسيحية بملء الإيمان والمحبّة، عبر حياة بسيطة وخفيّة. ومن بينهم العديد من أساقفتنا وكهنتنا وراهباتنا، وأبائنا وأجدادنا، وأقاربنا وأصدقائنا ومعارفنا. عيد القداسة هو عيدنا، لإنه يُذكرنا بأننا أبناء الله القدوس ونحن مقدسين بنعمة الرب وبأسراره الخلاصية المحيية. القداسةٌ لا تظهر في أعمال عظيمة، وأحداث غير مألوفة، إنما في الأمانة اليومية لمتطلبات معموديتنا. قداسة تتألف من محبّة الله ومحبّة القريب. محبّة تبقى وفيّة لدرجة نكران الذات والتكرّس الكامل للآخرين. إذا كانت هناك ميزة خاصة بحياة القديسين، فهي أنهم حَقًا سعداء. لقد وجدوا سرّ السعادة الحقيقية "بفضلِ إيمانهم" (عبرانيين 11: 39)، التي تتغلغل في عمق النفس وتنبع من محبّة الله. لهذا السبب ندعو القديسين طوباويّين. فالطوبى هي سبيلهم، وهدفهم، نحو الموطن الحقيقي الملكوت السماويّ. التطويبات هي درب الحياة التي يدلّنا عليها الرب، كي نستطيع أن نقتفي أثره. ويسوع أعلنه أمام جمع غفير على جبل قريب من بحيرة الجليل (متى 5: 1-11). التطويبات هي ملامح المسيح وبالتالي، ملامح المسيحي: "طوبى لِلوُدَعاء". يقول يسوع عن ذاته: "تَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب" (متى 11: 29). هذه هي صورته الروحيّة وهو يكشف لنا عن غنى محبّته. فالوداعة هي طريقة عيش وكيان تقرّبنا من يسوع وتجعلنا متّحدين فيما بيننا، تجعلنا نترك جانبًا كلّ ما يفرّقنا وما يجعلنا نتناحر، ونبحث دومًا عن طرق جديدة لنتقدم في طريق القداسة والكمال الوحدة، كما صنع بعض القديسين والقديسات أبناء وبنات هذه العالم الأرضي الذين صلّوا وعمِلوا على إقامة علاقات وحدة وشركة بين المسيحيين "فكونوا أنتم كاملين، كما أنّ أباكُمُ السماويّ كامل" (متى 5: 48). يتوصّل القديسون بفضل تقشُفِهم وصلاتِهم إلى الحصول على تغييرات كثيرة بفضل وداعة قلبهم، والتي بها ومن خلالها نفهم عظَمة الله ونعبده بإيمانٍ وصدق وإخلاصٍ وهي أيضًا موقف مَن ليس له أي شيء يخسره، لأن غناه الوحيد هو الله. التطويبات هي هوية المسيحي، التي تُعرّف العالم عنه كتلميذ للمسيح. إننا مدعوّون إلى أن نكون طوباويين وقدّيسين، ونتبع يسوع، ونواجه آلام زمننا الحاضر وشدائده بروح يسوع ومحبّته. هكذا يمكننا أن نعيش التطويبات ونحياها بروح متجدّد ودائم الصلاحية: طوبى للذين يتحمّلون بصبر الشرّ الذي يصنعه بهم آخرون، ويغفرون لهم من كلّ قلبهم. طوبى للذين يضعون أعينهم في أعين المستبعدين والمهمشين ويتقرّبون منهم. طوبى للذين يرون الله في كلّ إنسان ويناضلون كي يكتشفه الآخرون أيضًا. طوبى للذين يحافظون على البيت المشترك ويعتنون به. طوبى للذين يتخلّون عن راحتهم من أجل راحة وسعادةِ الآخرين طوبى للذين يصلّون ويعملون من أجل ملء الشركة والوحدة بين المسيحيّيين. إن كلّ هؤلاء يحملون رحمة الله وحنانه، وسوف ينالون منه بالتأكيد المكافأة المستحقة. إن الدعوة إلى القداسة هي للجميع ويجب أن نقبلها من الرب بروح الإيمان. إن القديسين يشجّعوننا بحياتهم وبشفاعتهم لدى الله، ونحن نحتاج لبعضنا البعض كي نصل إلى الكمال. فلنساعد بعضنا البعض كي نصبح قديسين، ولنطلب معًا نعمة من الله كي نقبل بفرح هذه الدعوة لعيش القداسة ونعمل بوحدة كي نتمّمها. إلى أمنا السماوية، العذراء الطاهرة سلطانة جميع القديسين، نعهد بنوايانا وبالحوار الذي يهدف إلى ملء الشركة بين جميع المسيحيين، لنكون مباركين في جهودنا ونصل إلى القداسة في ملء الوحدة والوحدة الكاملة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عيد جميع القديسين |
بدأ عيد جميع القديسين، تاريخياً، بعيد لجميع القديسين الشهداء |
جميع القديسين والقديسات |
أحد جميع القديسين |
أحد جميع القديسين |