ألا يحقّ لتلك الأم المملؤة بالعاطفة كلّ تعظيم وإكرام. وأيّ إكرام أحبّ إلى قلبها من الإكرام الذي هي أشارت إليه، وأعطتنا إيّاه وهو "المسبحة الورديّة المقدّسة".
فهل نرفض هديّتها، وخصوصًا أنّ غايتها هي إنهاضنا من الخطيئة، ووضعنا على طريق الخلاص! وإن كانت طويلة وصعبة، فهي مشت عليها طوال حياتها على الأرض، وما تزال ترافقنا وتحثّنا على حمل الصليب، وتذكّرنا دومًا بكلام يسوع: "من أراد أن يتبعني فليحمل صليبه ويكفر بنفسه ويتبعني". لأنّ الملكوت لا يعطى، بل يُغْصَب، وهي تساعدنا على كسبه وانتزاعه بشتّى الوسائل الخلاصيّة.
فكانت صلاة الورديّة، من بين تلك الوسائل التي أعطانا إياها الله على يد مريم، تعبّر عن محبّته لنا ومصالحته معنا، وعندما نتقبّلها نعبّر أيضًا عن محبّتنا له ومصالحتنا معه.
.