وإلى أين يتّجه العالم، ولا من رادع يردع، وأي نهاية تترتّب على كلّ هذه الميول والمفاسد الشريرة؟ إنّنا نسير بأرجلنا نحو الهاوية ونحو الهلاك الأبديّ لا محال! إلاّ إذا عدنا عن ضلالنا، وبدأنا نتتبّع الطرق الخلاصيّة التي رسمها لنا الله، من خلال يسوع ومريم أمّه. والعمل بروح الإنجيل المقدّس هو خير سبيل للنجاة من الموت المؤبّد: "من يسمع كلامي ويعمل به يرث الحياة الأبديّة". وكذلك الصلاة هي عنصر مهمّ في الكمال الروحيّ وواسطة مهمّة للخلاص، وغذاء للنفس يؤهّلها للسمو أكثر وأكثر نحو الآب. بالصلاة يعطينا الآب كلّ ما نريد، شرط أن تكون نابعة من القلب: "اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم..."، "صلّوا ولا تملّوا". وبالصلاة ننجو من التجارب: "اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في التجربة...". بالصلاة نقدّم المديح والسجود والإكرام لله، ونجسّد محبّتنا وخضوعنا له، واعترافنا به دائمًا بأنّه إلهنا وأبانا: "أبانا الذي في السموات...". والعذراء مريم لما بشّرها الملاك جبرائيل بقوله: "السلام عليكِ يا مريم...". جسّدت أيضًا محبّتها لله وخضوعها له عندما أجابت: "أنا أمة للرب فليكن لي بحسب قولك". وبهذا الجواب "نَعَمْ" بدأت مرحلة الخلاص بيسوع المسيح.