|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"إن جعت فلا أقول لك. لأن لي المسكونة وكل ما فيها. هل آكل لحم الثيران. أو أشرب دم التيوس؟!" [12-13]. كان الله يُرسل نارًا لتلتهم الذبيحة علامة قبوله إياها، ورضاه على مقدمها. هذه النار النازلة من السماء كانت تُحسب أشبه بفم الله... إنه لا يأكل لحوم حيوانات أو يشرب دمها، إنما يعلن عن جوعه إلى قلب الإنسان: "يا ابني اعطني قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقي" (أم 23: 26). لقد جاع كلمة الله المتجسد وعطش، وكما قال لتلاميذه: "أنا لي طعام لآكل لستم تعرفونه أنتم... طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله" (يو 4: 32، 34). طعامه أن يتمم مشيئة أبيه، ألا وهي خلاص بني البشر والدخول بهم إلى مجد ميراثه. لقد افتقر وهو الغني لكي بفقره يغنينا؛ وجاع لكي يشبعنا، وعطش لكي يروينا بينابيع روحه القدوس. * من أجلنا رسم إله الآلهة أن يجوع؛ جاء ليجوع ويشبعنا! جاء ليعطش ويروينا. جاء لكي يكتسي بالقابل للموت لكي يكسونا بالخلود! جاء فقيرًا ليغنينا! فإنه لم يفقد غناه باقتنائه فقرنا، إذ هو "المذّخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" (كو 2: 3). "إن جعت فلا أقول لك، لأن لي المسكونة وكل ما فيها" إذن لا تتعب لتجد ما تعطيني إياه، فإنني بدونك لي كل ما أريده. القديس أغسطينوس |
|