|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"النار قدامه تتقد، وحوله عاصف جدًا" [3]. * "النار قدامه تتقد"، أتخاف؟ لنتغير فلا نخاف. ليُخفَ التبن من النار، ولكن ماذا تفعل النار بالذهب...؟ ستأتي عذوبة حضرته. إن كنت لا تتغير، لا تستيقظ ولا تتنهد، ولا تشتاق (إليه)، بل تحتضن خطاياك وملذات الجسد فإنك تجمع جُذامة (التبن المتبقي بعد الحصاد) لنفسك، النار قادمة...! إن كنا نؤمن أن الدينونة قادمة يا إخوة، لنحيا حسنًا. الآن هو وقت للرحمة، وسيأتي وقت للحكم. سوف لا يقول أحد: "ردني إلى أيامي السابقة". * وحوله هذا العاصف الذي يصنع نوعًا من الفصل... بين الصالحين والأشرار... البعض يُدين مع الرب (مت 19: 28)، والآخرون يُدانون. القديس أغسطينوس يرى بعض الآباء مثل القديس أثناسيوس والعلامة أوريجانوس ويوسابيوس القيصري أن المرتل يتحدث هنا عن مجيء الله الكلمة متجسدًا، أي المجيء الأول، حيث يأتي جهارًا أي منظورًا خلال التجسد، وينطق بشفتيه بعدما تحدث قبلًا خلال الرموز والأنبياء، يبعث بروحه الناري على كنيسته لتقديسها حيث يتم العاصف الشديد كما حدث يوم الخمسين في عُليّة صهيون (أع 2: 2). بينما يرى آباء آخرون مثل القديسين ديديموس الضرير وأغسطينوس أنه يتحدث عن مجيئه الثاني للدينونة. * قوله "سيأتي جهارًا" يعني أنه يكون منظورًا وملموسًا بجسد بشري، "لا يصمت" لأنه قد قال وتكلم وأخبر عن مشيئة أبيه ولم يخفِ شيئًا مما أدى إلى خلاص الأمم. أما النار المتقدة أمامه فهي حرارة الروح القدس التي قال من أجلها ربنا: قد أتيت لألقي نارًا. ولما كنا بادرين (مثلجين) من الخطايا جعلتنا هذه النار حارين بالروح القدس، كما ألهبت قلبيْ اللذين خاطبهما في الطريق إلى عمواس وقال: "ألم يكن قلبنا ملتهبًا فينا إذ كان يكلمنا في الطريق؟!" (لو 24: 32). وأيضًا النار التي تصاحب المعمودية إذ قيل إنه يعمد بالروح القدس ونار، لأنه يحرق ويُبدد دنس خطية المعمدين. وأيضًا من أجل هذه النار جاء في الأصحاح الثالث من نبوة ملاخي النبي: "لأنه مثل نار المُمحص ومثل أشنان القصَّار، فيجلس مُمحصًا ومُنقيًا للفضة (والذهب)" (ملا 3: 2). وقد قيل عن جماعة اليهود الذين لم يقبلوا المعمودية المقدسة: "قد غاب المنفاخ من النار، فنى الرصاص؛ باطلًا صاغ الصائغ" (إر 6: 29)... يقول العلامة أوريجانوس: [إن النار والعاصف هما سلطان ربنا يسوع المسيح وقدرته. كأن النبي يقول: وإن كان قد جاء بجسد بشري لكن له القدرة والسلطان، بهما يُلهب ويضرب الذين لا يطيعونه]. وأما يوسابيوس فيقول: [إن العاصف هي الشدائد والضيقات التي تلحق بالمؤمنين]. الأب أنثيموس أسقف أورشليم يُقدم لنا الأب أنثيموس الرأيين بخصوص الظهور الألهي: ظهور للخلاص بالتجسد وظهوره الأخير للدينونة. الأول ليُقدم نار الروح الذي يلهب القلوب بالحب الإلهي، والثاني نار الدينونة والعدل الإلهي التي تفرز أولاد الله عن الأشرار. خلال هذا الظهور الإلهي المهيب حيث تتقد النار قدامه وحوله عاصف جدًا، يدعو الديان السماء والأرض لتشهدا حكمه، حيث يفصل المؤمنين الحقيقين عن المرائين، والحنطة عن الزوان. يوجه دعوة عامة إلى كل الخليقة السماوية والأرضية للشهادة، أما أتقياؤه الذين دخلوا في عهد معه خلال ذبيحة الصليب فيجمعهم ليكونوا معه يتمتعون بيمينه |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | تذللت جدًا للغاية |
مزمور 18 - من لميع وجهه جازت السُحب، قدامه بردًا وجمر نار |
(مزمور 142: 1، 2) بضيقي قدامه أُخبر |
النار تحرق قدامه |
يأتى ألهنا ولا يصمت.. نار قدامه تأكل وحوله عاصف جداً |