|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* مرة أخرى بدأ يشترك في تلك المسئوليات، إن كان لديه أية مئونة يبحث عن غريبٍ يشاركه طعامه. وهكذا عندما عاد مُجهدًا من قيامه بالدفن، وكان الطعام قد وُضِع أمامه وقد أرسل ابنه يبحث عن أحدٍ يشاركهما المائدة. إذ دُعِي الضيف، وإذ جاءته إخبارية عن وجود جثمان غير مدفون، ترك المائدة حاسبًا أنه ليس من التقوى أن يأكل طعامًا بينما توجد جثة مطروحة علنًا عارية. هذا كان عمله اليومي، وبالحقيقة هو عمل عظيم. فإن كانت الشريعة تتطلب أن نغطي العرايا من الأحياء، كم بالأكثر يلزمنا أن نغطي الأموات. إن كنا قد اعتدنا أن نرافق الذين ينطلقون في رحلاتٍ بعيدة، كم بالأكثر يلزمنا أن نفعل هذا مع المنطلقين إلى بيتهم الأبدي والذين لن يعودوا مرة أخرى إلى هنا. قال أيوب: "إنني نُحت على كل شخصٍ حزينٍ". بالأكثر يحزن أكثر على الميت. يقول الكتاب في موضعٍ آخر: "ابكوا على الميت!" ويقول الجامعة: "قلب الحكيم في بيت الحزن، وقلب الأغبياء في بيت الفرح". ليس من عمل أعظم من هذا الواجب، حيث تهتم بشريكك في الطبيعة ذاك الذي لا يرجع بعد وتخلصه من الطيور ومن الوحوش. يُقَال إن (بعض) الوحوش المفترسة تحنو على الأجسام الميتة، فهل يرفض البشر الاهتمام بالجسم الميت؟ القديس أمبروسيوس |
|