|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قلم كاتب ماهر: "فاض قلبي بكلام صالح، إني أخبر الملك بأفعالي، لساني قلم كاتب ماهر" [1]. يشعر المرتل وقد رأى بعيني النبوة عرس السيد المسيح المصلوب بفيض في داخله؛ كأن لهيب نارٍ من الحب قد اتقد في أعماقه، فصار لسانه يشترك مع كل كيانه في التعبير عن هذا العرس الفريد. عندما أراد القديس بولس أن يتحدث عن خطية معينة لم يقدر، إذ يقول إن ذكرها قبيح ومن العار، أما عندما يتحدث عن الملك العريس السماوي فكان لسانه يفيض بكلام صالح يُعبر به عما في قلبه وعن أفعاله. وقف المرتل أمام المسيح العريس فأخبر بحياته وسلوكه عن هذا العرس، وصار لسانه قلم كاتب ماهر. أقول إن لساننا عندما يتحدث، غالبًا ما يُعبِّر عما في أعماقنا، فإن كان لنا نصيب في العرس الروحي بالحياة العملية أو بالحب لله والناس يفيض الروح على لساننا بكلمات النعمة العاملة لحساب ملكوته، أما إذا لم يكن لنا شركة يصير لساننا كبقية أعضائنا آلات إثم للموت (رو 6: 13) تجرح وتقتل عوض أن ترطب النفوس وتشفيها. * اللسان هو القلم الذي به نكتب عهودنا مع الله... إننا نعترف بملكوته علينا ونرفض هيمنة إبليس. هذا هو التوقيع (على العهد)، هذا هو الاتفاق والعهد. القديس يوحنا الذهبي الفم لسان المرتل قلم كاتب ماهر، يتحرك بإرشاد روح الله القدوس، معبّرًا عن فكر الروح بعمق وكمال. التهب قلبه وانشغل عقله بالعُرس السماوي فصار لسانه ينطق بالصلاح، أي تقدس لينطق بكلمات إلهية. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم إن اللسان كبقية الأعضاء يمكن أن يكون أداة للبر كما للشر. * فلنهئ كل أعضاء جسدنا لتكون أسلحة للبر لا للإثم. لندرب أولًا لساننا ليكون خادمًا لنعمة الروح القدس، بنزع كل السموم وكل شر من أفواهنا، وعدم النطق بكلمات الحماقة. يمكننا أن نجعل كل عضو من أعضائنا أداة شرٍ أو برّ. أصغوا، كيف صيَّر البعض اللسان سلاحًا للإثم، وآخرون سلاحًا للعدل: "لساني سيف ماضٍ" (مز 57: 5)، بينما يقول آخر عن لسانه: "لساني قلم كاتب ماهر". الأول يسبب موتًا، والثاني يسجل الناموس الإلهي، من ثَم فالأول سيف ماضٍ والثاني قلم، لا بحسب طبيعته كلسانٍ، وإنما باختيار من يستخدمه؛ فإن طبيعة اللسانين واحدة، لكن الاستخدام مختلف. القديس يوحنا الذهبي الفم يمكن للإنسان أن يسلم لسانه أداة في يدّيْ السيد المسيح لينطق بكلماته ويشهد عن محبته الإلهية وحنوّه، كما يمكنه أن يُسلمه أداة في يديْ عدو الخير ليخدع وينافق ويقتل الآخرين بكلماته، كما بسيف مهلك. لهذا يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [لتكلم بطريقة يتضح بها أن ما نقوله هي كلمات المسيح ]. لنتشبه بالمرتل الذي التهب قلبه بحب العريس فنظم أشعاره عنه، وصار قلبه ولسانه يلهجان بشخصه وسماته وأعماله... رأى أمورًا جديدة فصارت حياته كما لسانه يفيضان تسبيحًا، وكما يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: [يشير إلى عمل النفس العقلاني بسبب كل الأفكار التي تفيض دومًا وتموج، فإن من يثبت نظره على جمال الله اللامتناهٍ، يكتشف على الدوام ما هو جديد؛ وإذ يبقى الله يعلن عن نفسه يستمر الإنسان في دهشٍ]. ماذا رأى المرتل في العريس السماوي؟ * إنه كلمة الآب المولود منه أزليًا! * أبرع جمالًا من بني البشر! * شفتيه تفيضان نعمة ورحمة وحنانًا! * إنه ملك محارب محب، يدخل المعركة لحساب عروسه! * يرتبط سيفه بجماله، به يبتر كل ما هو قبيح فينا! * عجيب في عدله وفي حبه! * كرسيه أبدي! * مسحته مبهجة! * ثيابه رائحتها ذكية! *عروسه سماوية محبوبة جدًا لديه ومكَّرمة! * يتعبد له الأمم! * يدخل بشعبه إلى هيكله! * يقيم ملوكًا ورؤساء! * موضوع تسبيح الشعوب! |
|