|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صرخة من أجل الخلاص: إن كانت محبتنا لله تدفعنا أن نموت لأجله كل يوم بل طول النهار، بالجهاد المستمر ضد الخطية، وتسليم الإرادة مبذولة لتعمل نعمة الله المجانية في حياتنا، وأن نشهد للحياة الإنجيلية حتى المنتهى... هذا يتحقق لا من منطلق ليأس أو الشعور بالهزيمة وإنما بيقين التمتع بقوة قيامة الرب وبهجتها. يقول المرتل: "استيقظ يا رب، لماذا تنام؟! قم، ولا تُقصِنا عنك إلى الانقضاء. لماذا تصرف وجهك عنا؟ ونسيت مسكننا وضيقتنا؟! فإن نفوسنا قد اتضعت حتى التراب، ولصقت بالأرض بطننا. قم يا رب أعنا وأنقذنا من أجل اسمك القدوس" [23-26]. هذا هو إيمان الكنيسة كلها في القيامة مع السيد المسيح. هذه هي صرخات الشهداء أثناء عذاباتهم، والمجاهدين أثناء أتعابهم. ففي اتضاع يسجدون حتى الأرض وتلتصق بطونهم بالتراب طالبين قوة قيامته، قائلين مع الرسول: "فإن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن أننا سنحيا أيضًا معه" (رو 6: 8)، "وأقامنا معه وأجلسنا معه في السمويات في المسيح يسوع" (أف 2: 6). ماذا يعني المرتل بالألفاظ: "استيقظ... تنام... قم"؟ يُظهر المزمور بالكلمات "تنام" صبر الله وطول أناته علينا. القديس يوحنا الذهبي الفم يُطالبنا القديس جيروم أن نُيقظ السيد المسيح النائم في داخلنا، أي نيقظ إيماننا به بالتوبة، قائلًا: [إن كان بسبب خطايانا ينام، فلنقل: "استيقظ، لماذا تتغافى يا رب؟!" [44]. وإذ تلطم الأمواج سفينتنا فلنُيقظه، قائلين: "يا سيد نجنا فإننا نهلك" (مت 8: 25؛ لو 8: 24)]. ويرى القديس كيرلس الكبيرأن إيقاظ السيد المسيح إنما يعني الصراخ إليه وسط الضيقات والآلام مع الاتكال عليه؛ إذ يقول: [المسيح حال وسط مختاريه، وإذ يسمح لهم بحكمته المقدسة أن يعانوا من الاضطهاد يبدو نائمًا. ولكن إذ تبلغ العاصفة أوجها والذين في صحن السفينة لا يقدرون أن يحتملوا يلزمهم أن يصرخوا: "قم لماذا تتغافى يا رب؟!" [23]. فإنه يقوم وينزع كل خوف بلا تأخير]. في ذات المعنى يقول العلامة أوريجانوس: [إنه نائم في هدوء مقدس يرقب صبركم واحتمالكم، متطلعًا إلى توبة الخطاة ورجوعهم إليه]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 83 | صرخة لله |
مزمور 55 - صرخة من أجل الضيق |
مزمور 71 | صرخة قلب |
مزمور 69| صرخة لأجل الخلاص |
مزمور 35 - صرخة طلبًا للعون |