|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قرن خلاص دائم: إذ يعتز المرتل بمعاملات الله مع شعبه في الماضي يحوّل هذه الخبرة إلى واقع حاضر حيّ، باختبار خلاص الله كحياة حاضرة مُعاشة. 1. خلاص جماعي شخصي، يرى في الله العامل في التاريخ كله أنه ملكه الشخصي وإلهه، وفي نفس الوقت خلال حياة الشركة الشخصية يطلب المرتل باسم الجماعة (يعقوب)، إذ يقول: "أنت هو ملكي وإلهي، الذي أمرت بخلاص يعقوب" [4]. خلال العلاقة الشخصية التي تربط المرتل بالله إله كل البشرية، حاسبًا إياه ملكه وإلهه صارت له ملء الدالة أن يطلب الله بوعوده... فقد وعد بخلاص شعبه، إذ يقول له: "أنت أمرت بخلاص يعقوب". ما أجمل أن يستغل المؤمن دالته لدى الله لا لنفعه الخاص بل لبنيان الجماعة كلها، وخلاص الغير؛ فحينما ننسى أنفسنا نحبها، وحينما نطلب من أجل الغير ننال لحسابنا أكثر مما نسأل وفوق ما نطلب. 2. إذ نتمسك بدالة بوعود الله مع شعبه نحمله "قوة لنا"، به ننال الغلبة على عدو الخير الذي لا يكف عن أن يشتكي ضدنا. "بك نذبح أعداءنا، وباسمك نرذل كل الذين يقولون علينا" [5]. لا يميز المرتل بين "الله" و"اسم الله"، فبالله نذبح أو ننطح أعداءنا، وباسمه نرذِل المشتكين علينا أو ندوس على مقاومينا. لأن اسم الله إنما يعني الحضرة الإلهية! من هم أعداؤنا الذين نذبحهم إلا أعمال الإنسان القديم؟! ومن هم الذين نرذلهم إلا الخطايا والأرواح الشريرة؟! فالمؤمن الحقيقي إذ يقبل الله ملكًا يُسلم حياته الداخلية وجسده وسلوكه وممتلكاته لحساب الملك، فيعيش في ملكوت الله الذي لا يعرف الفشل أو الهزيمة. 3. نفتخر بالله مخلصنا، ونعترف باسمه، ونمجده من أجل أعماله معنا. "لأني لست بمتكل على قوسي، وسيفي لن يخلصني. لأنك أنت الذي نجيتنا من الذين يحزنوننا. وأخزيت الذين يبغضوننا. بإلهنا نفتخر اليوم كله. وباسمك نعترف إلى الدهر" [6-8]. إذ أنت ملكنا يخلص شعبك لا بقوتهم ولا بأسلحتهم بل بك، فتصير موضوع فخرهم وتسبيحهم الذي لا ينقطع. هكذا كان الماضي، فماذا عن المستقبل؟ بك نذرّي أعداءنا. فسيأتي وقت فيه يُذرَّى أعداء المسيحيين كالقش، يُنفخون كالتراب، ويُطردون من الأرض (الجديدة أي الأبدية)... هذا بخصوص المستقبل. إنني لا أثق في قوسي، كما لم يثق آباؤنا في سيفهم؛ وسيفي لن يخلصني [6]... ماذا يعني "سنفتخر"؟ ماذا يعني "سنعترف" [8]؟ إنك تخلصنا من أعدائنا، إذ تعطينا ملكوتًا أبديًا، وفينا تتحقق الكلمات: "طوبى للذين يسكنون في بيتك، أبدًا يسبحونك". القديس أغسطينوس حينما يريد الشيطان اصطيادنا في شباكه، ولا يجد شيئًا فينا يخصه، يرحل مرتبكًا، أما نحنن فنستطيع أن نسبح الله مع النبي، ونقول للرب: "الذي نجيتنا من الذين يحزنوننا وأخزيت الذين يبغضوننا".الأب قيصريوس أسقف آرل |
|