منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 10 - 2022, 01:32 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

مزمور43 - أحكم لي يا رب






أحكم لي يا رب:

"أحكم لي يا رب وانتقم لمظلمتي
من أمة غير بارة؛
ومن إنسان ظالم غاش نجني" [1].
إنها تعزية فائقة لا يمكن التعبير عنها أن نكون قادرين أن نسأل الله كي يقضي لنا، فإن قضاءه حق، بغير محاباة، يتم ليس حسب المظاهر بل حسب القلب. من يقدر أن يُسلم طريقه لله بضمير صالح لا يخشى شيئًا. فإنه إذ لا يستطيع الأبرار أن يستخدموا الغش والظلم، الأسلحة التي يوجهها الأشرار ضدهم، لهذا فإن ملجأهم الوحيد هو الله؛ عندما يكون في صفهم لن يصيبهم ضرر حقيقي.
إنني لا أخشى قضاءك، لأنني أعرف رحمتك.
إنه يصرخ: "أحكم لي يا الله".
الآن، إذ أنا في حالة تغرُّب لم تفصل (يا الله) مكاني (عن مكان الأشرار)، إذ يجب عليّ أن أعيش مع الزوان إلى وقت "الحصاد". إنك لا تفصل بين المطر الذي ينزل عليّ ومطرهم، لكنك تفصل في قضيتي. لتُميز بين من يؤمن بك ومن لا يؤمن. فضعفنا مساوٍ، لكن ضمائرنا ليست واحدة. آلامنا واحدة، لكن اشتياقاتنا ليست هكذا. اشتياق الشرير يُباد، أما اشتياق البار فكان يمكن الشك فيه لو أن الذي وعد غير مضمون، لكن موضوع اشتياقنا هو الله نفسه الذي يَعِد.
القديس أغسطينوس
يرى الأب أنثيموس أسقف أورشليم أن الحديث هنا يمثل صرخة إنسان بار مثل دانيال وهو في مرارة السبي، فإنه ليس من ينقذه وينقذ شعبه إلا الله وحده. يرى نفسه محوطًا بالأشرار سواء على مستوى الجماعة أو الأفراد، فهو في وسط أمة وثنية لا تعرف برّ الله؛ كل واحد منهم هو "إنسان ظالم غاش".
أما أوريجانوس فيقول: [إن هذا القول هو من قبل ربنا يسوع المسيح الذي يلتمس المحاكمة بينه وبين اليهود، فيدعوهم أمة غير بارة، وعن الإنسان الظالم الغاش فهو يتكلم عن يهوذا مسلمه].
على أي الأحوال هذا القول ينطبق على الكنيسة جسد المسيح المتألم، كما هاجمته خاصته التي أحبها، وخانه تلميذه الذي أكل خبزه، هكذا كل عضو في جسده يتعرض للهجوم، فيتحقق فيه القول: "أعداء الإنسان أهل بيته".
لنصرخ إلى الله حين يهيج قوم علينا أو أفراد، أحباء أو أعداء، متأكدين أننا أبناء الله موضع اهتمامه، نُنسب إليه وينسب نفسه إلينا بكونه إلهنا.
"لأنك أنت هو إلهي وقوتي.
لماذا أقصيتني؟
ولماذا أسلك كئيبًا إذ يحزنني عدويّ؟" [2].
يصرخ المرتل إلى الله بكونه إلهه الشخصي وقوته، فإن كان الكل قد فارقه أو صار مقاومًا له لكن يبقى الله وحده الملاصق له بكونه إلهه بل وقوته... فبدالة يصرخ: "لماذا أقصيتني؟" أو "لماذا تركتني؟". من حقي أن ألتجئ إليك وأعاتبك... فلا تتركني في حزني.
إني أذهب حزينًا: فالعدو يزعجني بتجارب يومية، إما بحب دنس أو خوف بلا سبب. والنفس التي تقاومهما تتعرض لخطرهما حتى وإن كانت ليست تحت أسرهما، لذا تنقبض من الحزن وتقول لله: "لماذا؟".
لماذا تسأل: "لماذا أقصيتني؟ لماذا أسلك حزينًا؟" فقد سمعت: "إنه بسبب الإثم". الإثم هو علة الحزن، فليكن البرِّ علة ابتهاجك!
إنك تشتكي من العدو؛ هذا حقيقي فإنه يُضايقك، لكنك أنت الذي أعطيته الفرصة.
الآن يوجد سباق مفتوح أمامك: اختر سباق الحكمة، انضم إلى ملكك، وأوصد الباب في وجه الطاغية.
القديس أغسطينوس
هذا ويلاحظ أن المرتل حتى في شكواه لله ضد العدو يقول: "لماذا أسلك (أسير) كئيبًا؟" لم يقل: "لماذا أنا محاصر في الحزن؟" بل "لماذا أمشي حزينًا؟" فإن أولاد الله لا يعرفون التوقف حتى إن حاصرتهم ضيقات من كل جانب بل هم دائمًا سائرون في الطريق الملوكي، الضيق بالنسبة للمؤمن الحقيقي يدفعه بالأكثر للعمل بل وللركض حتى يبلغ جعالة الله العليا.
حين وقف العالم كله ضد القديس أثناسيوس لم يتراخ عن الجهاد بل قال في يقين واتكال على مخلصه: [وأنا ضد العالم].

ولم تتوقف القديسة مونيكا عن حركة العمل بالرغم من مقاومة زوجها وحماتها وأولادها حتى الخدم لها... وقدمت لنا بجهادها الروحي المستمر القديس أغسطينوس ثمرة دموعها.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور43 - في بيت الخلاص
مزمور43 - الله مخلص وجهي
مزمور43 - الإطار العام
مزمور43 - العنوان
مزمور43 - أحكم لي يا رب


الساعة الآن 11:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024